إنه مشهد غلامين من أبناء الصحابة سمعا أن أبا جهل يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما استطاع واحد منهما أن يصبر لحظة واحدة على هذا الخبيث الذي يسب الحبيب صلى الله عليه وسلم فعزما في الحال واللحظة على أن يذهب إليه ليقتلاه.
وهنا نترك المجال للصحابي الجليل – عبد الرحمن بن عوف – ليصف لكم هذا المشهد الجليل.
قال عبد الرحمن بن عوف: إن ي لفي الصف يوم بدر إذ التفتّ، فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم، أرني أبا جهل، فقلت: يا بن أخي، فما تصنع به؟ قال: اُخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، قال: وغمزني الآخر، فقال لي مثل ما قال الغلام الآخر، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: <<أيكما قتله؟>> فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، قال:<<هل مسحتما سيفيكما؟>>فقالا:لا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين قال: <<كلاكما قتله>>، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح.
والرجلان معاذ بن عمرو بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء.
وقال بن إسحاق: قال معاذ بن عمرو بن الجموح: سمعت القوم، وأبو جهل في مثل الحرجة- والحرجة: الشجر الملتف، أو شجرة من الأشجار لا يوصل إليها، شبه رماح المشركين وسيوفهم التي كانت حول أبي جهل لحفظه، بهذه الشجرة –وهم يقولون: أبو الحكم لا يُخلَص إليه، قال: فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه ، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنّت قدمه –أطارتها- بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها، قال: وضربني ابنه عكرمة على عاتقي، فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تمطيت بها عليها طرحتها، ثم مرّ بأبي جهل –وهو عقير- معوذ بن عفراء، فضربه حتى أثبته فتركه وبه رمق، وقاتل معوذ حتى قُتل.
فيا لها من بطولات نادرة.. ويا له من ثبات على الحق.
وهنا نترك المجال للصحابي الجليل – عبد الرحمن بن عوف – ليصف لكم هذا المشهد الجليل.
قال عبد الرحمن بن عوف: إن ي لفي الصف يوم بدر إذ التفتّ، فإذا عن يميني وعن يساري فتيان حديثا السن، فكأني لم آمن بمكانهما، إذ قال لي أحدهما سرا من صاحبه: يا عم، أرني أبا جهل، فقلت: يا بن أخي، فما تصنع به؟ قال: اُخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده لئن رأيته لا يفارق سوادي سواده حتى يموت الأعجل منا، فتعجبت لذلك، قال: وغمزني الآخر، فقال لي مثل ما قال الغلام الآخر، فلم أنشب أن نظرت إلى أبي جهل يجول في الناس، فقلت: ألا تريان ؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فابتدراه بسيفيهما فضرباه حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: <<أيكما قتله؟>> فقال كل واحد منهما: أنا قتلته، قال:<<هل مسحتما سيفيكما؟>>فقالا:لا، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السيفين قال: <<كلاكما قتله>>، وقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح.
والرجلان معاذ بن عمرو بن عمرو بن الجموح ومعوذ بن عفراء.
وقال بن إسحاق: قال معاذ بن عمرو بن الجموح: سمعت القوم، وأبو جهل في مثل الحرجة- والحرجة: الشجر الملتف، أو شجرة من الأشجار لا يوصل إليها، شبه رماح المشركين وسيوفهم التي كانت حول أبي جهل لحفظه، بهذه الشجرة –وهم يقولون: أبو الحكم لا يُخلَص إليه، قال: فلما سمعتها جعلته من شأني فصمدت نحوه ، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة أطنّت قدمه –أطارتها- بنصف ساقه، فوالله ما شبهتها حين طاحت إلا بالنواة تطيح من تحت مرضخة النوى حين يضرب بها، قال: وضربني ابنه عكرمة على عاتقي، فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي، وأجهضني القتال عنه، فلقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت عليها قدمي، ثم تمطيت بها عليها طرحتها، ثم مرّ بأبي جهل –وهو عقير- معوذ بن عفراء، فضربه حتى أثبته فتركه وبه رمق، وقاتل معوذ حتى قُتل.
فيا لها من بطولات نادرة.. ويا له من ثبات على الحق.
+خطوة في طريق بعث الأمة:
تالله إن هذا المشهد المهيب ليجعل المؤمن يراجع نفسه مرة أخرى ويتساءل: كيف أستطيع أن أربّي ولدي ليكون شبيها بهؤلاء الأطهار.
وإننا في أشد الحاجة إلى أن نربي أولادنا على حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لينشأ الولد نشأة طيبة مباركة فيحب الله حبا يحول بينه وبين معصيته ويأخذ بناصيته إلى طاعته ورضوانه ويستنفر همته إلى العمل لنُصرة هذا الدين.
كما أننا في أشد الحاجة لأن نربط الطفل بالقدوة والمُعلم الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وصلم.. فهو القدوة وهو الأسوة لمن أراد القدوة والأسوة.
قال تعالى:<< لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب : 21] >>.
فلا يمر علينا يوم إلا ونعلم أولادنا سنّة رسول الله صلى عليه وسلم حتى يخرج جيل عالما بالسنّة.. كارها لكل بدعة.. متأسيا بحبيبه وقدوته ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وإننا في أشد الحاجة إلى أن نربي أولادنا على حب الله وحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لينشأ الولد نشأة طيبة مباركة فيحب الله حبا يحول بينه وبين معصيته ويأخذ بناصيته إلى طاعته ورضوانه ويستنفر همته إلى العمل لنُصرة هذا الدين.
كما أننا في أشد الحاجة لأن نربط الطفل بالقدوة والمُعلم الأول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وصلم.. فهو القدوة وهو الأسوة لمن أراد القدوة والأسوة.
قال تعالى:<< لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً [الأحزاب : 21] >>.
فلا يمر علينا يوم إلا ونعلم أولادنا سنّة رسول الله صلى عليه وسلم حتى يخرج جيل عالما بالسنّة.. كارها لكل بدعة.. متأسيا بحبيبه وقدوته ورسوله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
من كتاب: أصحاب الرسول لفضيلة الشيخ محمود المصري