[size=25]ما هي الأسباب التي أدت بشبابنا ومجتمعاتنا إلى هذا التهتك والتهور والانحلال -إلا من رحم الله-؟
ضعف مراقبة الله
ومن لا يراقب الله يضيعه الله، ومن لا يحفظه سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يجعله عبرة للمعتبرين، قال تعالى: وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ [الأنفال:23-24] وقال تعالى: فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ [الصف:5] فلما ضعفت مراقبة الله في قلوب كثير من الناس بما فيهم الشباب؛ سهل عليهم تعاطي المخدرات، فمقتهم الله، ووقعوا في لعنة الله وغضبه.ولذلك فإن أعظم ما يوصى به في هذا الجانب هو قوله صلى الله عليه وسلم: {احفظ الله يحفظك ** فمن لا يحفظ الله لا يحفظه الله، ولو توضئوا وصلوا كل يوم خمس مرات، لحفظهم الله ورعاهم، ولكن تركوا الصلاة، فأوردهم الله موارد الهلاك.
ولذلك جاء في صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، فالله الله.. لا يطلبنكم الله من ذمته بشيء؛ فإنه من طلبه من ذمته بشيء أدركه، ومن أدركه أهلكه **.
فلما تركوا صلاة الفجر في جماعة؛ ابتلاهم الله بالكبائر، وأخذهم من حيث لا يشعرون، فأوقعهم في الرذيلة، وأوقعهم في القبح جزاءً نكالاً.
ولذلك جاء في صحيح مسلم عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله، فالله الله.. لا يطلبنكم الله من ذمته بشيء؛ فإنه من طلبه من ذمته بشيء أدركه، ومن أدركه أهلكه **.
فلما تركوا صلاة الفجر في جماعة؛ ابتلاهم الله بالكبائر، وأخذهم من حيث لا يشعرون، فأوقعهم في الرذيلة، وأوقعهم في القبح جزاءً نكالاً.
سوء التربية
والسبب الثاني: سوء التربية.فإن الأب هو المسئول الأول في إصلاح الشاب وهدايته وتوجيهه، والشاب الذي ينشأ على الأغنية الماجنة لا يُستبعد أن يتناول كأس الخمر، ويتناول الأفيون، ويتعاطى الحشيش، ويروج المخدرات، كيف وقد تربى على الأغنية الماجنة والجريمة والفحش، ولم يترب على سورة (طه) و(الواقعة) و(ق) وما سمع حديثاً من صحيح البخاري ولا مسلم ، فتربى على الجريمة حتى تناولها.
فالأب هو المسئول الأول، والأم كذلك مشتركة في المسئولية، فعليهم أن يتقوا الله في أبنائهم.
فالأب هو المسئول الأول، والأم كذلك مشتركة في المسئولية، فعليهم أن يتقوا الله في أبنائهم.
الفراغ
لما فرغت قلوبهم من طاعة الله وذكره ومحبته؛ دخل عليهم الشيطان، فوسوس في قلوبهم، وزرع حب الجريمة، وتعاطوا الرذائل وسهلت عليهم، فسقطوا من عين الله تبارك وتعالى.يقول ابن تيمية : إن القلب إذا لم يمتلئ من محبة الله امتلأ من محبة الشيطان، فقاده الشيطان كما تقاد الدابة حتى يورده موارد البوار.
قرناء السوء
إن قرناء السوء، والعصابات البائرة الفاجرة الفاسدة التي مكرت بشبابنا، وصورت لهم أن الدين وحلقات العلم وندوات الخير تخلف وتزمت وتأخر، ولقد رأينا إنتاجهم على الصعيد الآخر، ورأينا ماذا فعلوا بالأمة، والشعب، وكيان الناس والوطن، لقد أوردوه موارد الهلاك، ولذلك يظنون أن التطور والتقدم أن يترك المسجد، ولا يقرأ في المصحف، ولا يسمع الحديث، ولا يجلس في حلق الخير.مرَّ أحد المستهترين بأحد طلبة العلم وهو يقرأ في صحيح البخاري ، فقال له ضاحكاً مستهتراً: الناس صعدوا على سطح القمر وأنت تقرأ في هذا الكتاب؟! فرد عليه هذا وقال: أنت ما قرأت في الكتاب ولا صعدت على سطح القمر.
إنهم ما قدموا شيئاً، إنما قلدوا أوروبا
في الميوعة والأنوثة وفي التدني والسخف والسفه، لكنهم ما صنعوا لنا طائرة ولا ثلاجة، ولا قدموا لنا خدمات كما فعلت أوروبا ، ضاعوا من الدين والدنيا، كفقراء اليهود لا ديناً ولا دنيا: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ [النساء:143].
إنهم ما قدموا شيئاً، إنما قلدوا أوروبا
في الميوعة والأنوثة وفي التدني والسخف والسفه، لكنهم ما صنعوا لنا طائرة ولا ثلاجة، ولا قدموا لنا خدمات كما فعلت أوروبا ، ضاعوا من الدين والدنيا، كفقراء اليهود لا ديناً ولا دنيا: مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ [النساء:143].
التقليد الأعمى
ومن أسباب انتشار الفساد أيضاً -وهو من الأسباب العتيدة- التقليد الأعمى؛ فإن كثيراً من الشباب لسوء فهمهم للإسلام، ولقلة علمهم وفقههم في دين الله تراه ينظر إلى أوروبا نظر المعجب، الذي بهرته هذه الحضارة؛ لأنه مغلوب في نفسه وروحه وكيانه، حتى يفتخر بعضهم في المجالس أنه سافر إلى أمريكا ولندن وباريس ، وأنه عاش ودرس هناك، وهذا -والله- ليس بشرف، وإنما يحلُّ لنا السفر إلى أوروبا للضرورة كما يحل لنا لحم الميتة عند الضرورة.
للشيخ عائض القرني