"من يدنس مقبرتي ستطارده لعنتي حتى الموت"..
هذا النص وجد مكتوباً باللغة الهيروغليفية عند مدخل مقبرة توت عنخ آمون عام 1922وبسببه ـ وبسبب الحوادث المفجعة التي حصلت لفاتحي المقبرة انطلقت واحدة من أشهر خزعبلات العصرالحديث.. لعنة الفراعنة!
وفي الحقيقة كنت أنا شخصياً واحداً ممن كتبوا عن هذه الأسطورة ـ قبل فترة طويلة ـ بدون ان أفرض رأياً معيناً على القارئ. أما اليوم فلا أتردد في القول بأنني لا اعتقد بصحتها رغم المصادفات الغريبة والحوادث الغامضة التي حدثت للقائمين عليها..
فبعد اكتشاف مقبرة توت غنغ آمون بفترة بسيطة توفي اللورد "كارنافون" الممون الرئيسي لحملة الاستكشاف. وفي لحظة فتحها انطفأت أنوار القاهرة لعدة دقائق.. وعلى بعد آلاف الأميال ماتت سوزي الكلبة المفضلة لدى اللورد كانافون كما ابتلع ثعبان كوبرا طائر الكناري الخاص بهوارد كارتر قائد بعثة الاستكشاف. وخلال أقل من عام مات جميع العمال المشاركين في فتح المقبرة بداء غريب...
هذه المصادفات العجيبة ـ ناهيك عن النص السابق ـ شكلت أرضية مناسبة لخبطة صحفية فبركها المراسل البريطاني كونان دويل، فقد كان دويل حاضراً وقت افتتاح المقبرة واطلع على ذلك النص وشاهد الأحداث الغريبة التي طالت المسؤولين عن الاكتشاف. وتتضح الخدعة بشكل أفضل إذا علمنا ان دويل كان مغرماً بالقصص البوليسية والأحداث الغامضة ـ ويكفي الاشارة إلى انه مخترع الشخصية البوليسية الشهيرة "شرلوك هولمز"!!
وبسبب التقارير المشوقة لهذا الصحفي، والأحداث الخنفشارية التي نسجها حول المقبرة وصاحبها انطلقت في الغرب أسطورة لعنة الفراعنة التي تصيب كل من سولت له نفسه بتدنيس مقابرهم.. العجيب ان المطابع هناك ماتزال تلفظ عشرات الكتب عن هذا الموضوع!!
* ولكن هل هناك أساس علمي لما أصاب العمال لاحقاً؟
لم يعد سراً أن الفراعنة استعانوا بالمواد المشعة لأغراض الحفظ والتطهير. اضف لذلك ان تقادم العهد وعدم تجدد الهواء في تلك المقابر ـ منذ أربعة آلاف عام ـ قد يصيب أول الداخلين إليها بأمراض رئوية خطيرة. وبعد اكتشاف مقبرة توت آمون لوحظ على العمال أعراض مشابهة لتلك التي تصيب كل من يتعرض لنسب معينة من أشعة "ألفا" و"بيتا" و"جاما" والاصابات من هذا النوع تتراوح بين فقد الشهية والاسهال إلى نزيف حاد وتلف في المخ ـ بل ووفاة إذا استمر التواجد في بيئة كهذه لفترة طويلة.
ويدعي المؤيدون للأسطورة ان الفراعنة وضعوا المواد المشعة عمداً كي تصيب "اللعنة" كل من يتجرأ على فتح مقابرهم. وفي هذه الحالة ليس لدي مشكلة في تقبل فرضية كهذه، فتأثير المواد المشعة أمر معلوم منذ زمن بعيد ومن المرجح ان الفراعنة لاحظوه أيضاً.
على أي حال بدأت مصلحة الآثار المصرية مشروعاً جديداً لقياس نسبة الاشعاعات في ( 30مقبرة) فرعونية تعود إلى عصور مختلفة. ومن شأن هذه الدراسات ان تلقي الضوء على مسؤولية الإشعاعات الذرية في حالات الوفاة الغامضة التي اصابت بعض مستكشفي المقابر. أما ان اتضح ان نسبة تلك الإشعاعات أقل من أن تؤذي ذبابة، ففي هذه الحالة ستكون الفرصة سانحة للخروج بأسطورة جديدة ـ ومن المؤسف ان كونان دويل لن يكون موجوداً هذه المرة!!!
هذا النص وجد مكتوباً باللغة الهيروغليفية عند مدخل مقبرة توت عنخ آمون عام 1922وبسببه ـ وبسبب الحوادث المفجعة التي حصلت لفاتحي المقبرة انطلقت واحدة من أشهر خزعبلات العصرالحديث.. لعنة الفراعنة!
وفي الحقيقة كنت أنا شخصياً واحداً ممن كتبوا عن هذه الأسطورة ـ قبل فترة طويلة ـ بدون ان أفرض رأياً معيناً على القارئ. أما اليوم فلا أتردد في القول بأنني لا اعتقد بصحتها رغم المصادفات الغريبة والحوادث الغامضة التي حدثت للقائمين عليها..
فبعد اكتشاف مقبرة توت غنغ آمون بفترة بسيطة توفي اللورد "كارنافون" الممون الرئيسي لحملة الاستكشاف. وفي لحظة فتحها انطفأت أنوار القاهرة لعدة دقائق.. وعلى بعد آلاف الأميال ماتت سوزي الكلبة المفضلة لدى اللورد كانافون كما ابتلع ثعبان كوبرا طائر الكناري الخاص بهوارد كارتر قائد بعثة الاستكشاف. وخلال أقل من عام مات جميع العمال المشاركين في فتح المقبرة بداء غريب...
هذه المصادفات العجيبة ـ ناهيك عن النص السابق ـ شكلت أرضية مناسبة لخبطة صحفية فبركها المراسل البريطاني كونان دويل، فقد كان دويل حاضراً وقت افتتاح المقبرة واطلع على ذلك النص وشاهد الأحداث الغريبة التي طالت المسؤولين عن الاكتشاف. وتتضح الخدعة بشكل أفضل إذا علمنا ان دويل كان مغرماً بالقصص البوليسية والأحداث الغامضة ـ ويكفي الاشارة إلى انه مخترع الشخصية البوليسية الشهيرة "شرلوك هولمز"!!
وبسبب التقارير المشوقة لهذا الصحفي، والأحداث الخنفشارية التي نسجها حول المقبرة وصاحبها انطلقت في الغرب أسطورة لعنة الفراعنة التي تصيب كل من سولت له نفسه بتدنيس مقابرهم.. العجيب ان المطابع هناك ماتزال تلفظ عشرات الكتب عن هذا الموضوع!!
* ولكن هل هناك أساس علمي لما أصاب العمال لاحقاً؟
لم يعد سراً أن الفراعنة استعانوا بالمواد المشعة لأغراض الحفظ والتطهير. اضف لذلك ان تقادم العهد وعدم تجدد الهواء في تلك المقابر ـ منذ أربعة آلاف عام ـ قد يصيب أول الداخلين إليها بأمراض رئوية خطيرة. وبعد اكتشاف مقبرة توت آمون لوحظ على العمال أعراض مشابهة لتلك التي تصيب كل من يتعرض لنسب معينة من أشعة "ألفا" و"بيتا" و"جاما" والاصابات من هذا النوع تتراوح بين فقد الشهية والاسهال إلى نزيف حاد وتلف في المخ ـ بل ووفاة إذا استمر التواجد في بيئة كهذه لفترة طويلة.
ويدعي المؤيدون للأسطورة ان الفراعنة وضعوا المواد المشعة عمداً كي تصيب "اللعنة" كل من يتجرأ على فتح مقابرهم. وفي هذه الحالة ليس لدي مشكلة في تقبل فرضية كهذه، فتأثير المواد المشعة أمر معلوم منذ زمن بعيد ومن المرجح ان الفراعنة لاحظوه أيضاً.
على أي حال بدأت مصلحة الآثار المصرية مشروعاً جديداً لقياس نسبة الاشعاعات في ( 30مقبرة) فرعونية تعود إلى عصور مختلفة. ومن شأن هذه الدراسات ان تلقي الضوء على مسؤولية الإشعاعات الذرية في حالات الوفاة الغامضة التي اصابت بعض مستكشفي المقابر. أما ان اتضح ان نسبة تلك الإشعاعات أقل من أن تؤذي ذبابة، ففي هذه الحالة ستكون الفرصة سانحة للخروج بأسطورة جديدة ـ ومن المؤسف ان كونان دويل لن يكون موجوداً هذه المرة!!!