كانت معيشة العرب في بادىء الأمر غاية في البساطة فكانو في صدر الإسلام يكتفون بالقليل من الطعام الذي لم يجاوز لونا أو لونين وكان خير أدمهم اللحم وكان سكان المدن أقرب إلى العناية بالطعام و التفنن فيه من سكان البوادي.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الصحابة يقلون من الطعام لا لفقر أو شح ولاكن زهدا في الدنيا. روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ماشبع ليه الصلاة و السلام ثلاثة أيام تباعا من خبز حتى مضى لسبيله. وكانو إذا أكلو لا يملئون بطونهم فهذا النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه
وكان العرب كرماء يجودون بطعامهم ولا سيما أهل البوادي حتى كانو يرقدون النار ليلا ليهتدي بها الضيفان الغرباء; يدل على ذلك قول الشاعر:
وإني لمعط ما وجدت ====== وقائل لموقد ناري ليلة الريح أوقد
وكانو إذا أكلو جميعا بسطو سماطا على الأرض ثم جلسو صفين من حوله كما نجلس اليوم حول المائدة(1)
ومن أطعمة العربب الثريد, وهو الخبز يفت ويبل بالمرق ويوضع فوقه اللحم ومنه اللمزة; وهو الخبز يكسر على السمن و الكوثان; وهو الأرز و السمك والأطرية; وهو طعام كالخيوط من الدقيق و الشعيرية وهو طعام كالخيوط صغر فتلها في حجم الشعير و الربيكة; وهي شيء يطبخ من بر وتمر ويعجن بالسمن والجشيش; وهو دقيق مجروش يوضع في قدر ويلقى عليه لحم أو تمر ثم يطبخ و العكة; وهو طعام يتخذ من دقيق يعجن بسمن ثم يشوى
ومن ألوان الطعام القديد و الصفيف فإذا شرح اللحم و قدد فهو القديد وإذا شرح عراضا فهو الصفيف و الشواء و البسيسة وهي الدقيق أو السويق يلت بالسمن أو بالزبدة ثم يأكل ولا يطبخ و الخزير وهي الحساء من الدسم و الدقيق. و الخزيرة أيضا أن تنصب القدر بلحم يقطع صغارا على ماء كثير فإذا نضج در عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة ولا تكون الخزيرة إلا وفيها لحم(2)
ويظهر أن الخضار لم يكن مستعملة عند العرب في طعامهم كثيرا كما هي مستعملة في طعامنا اليوم لأن بلادهم ليست زراعية.
وينبغي ألا يغيب عنا أن العرب لما خالطو الأمم الأخرى و تغيرت أطعمتهم وتعددت ألوانها استحدثو فيها طرقا غير طرقهم الأولى ففي عهد الأمويين إستعمل العرب الفوط و الملاعق وكانت الملاعق تصنع من الخشب كما كانت تجلب ملاعق من الفخار من بلاد الصين وكانو يجلسون على الكراسي أمام مائدة الطعام مفرش من القماش
(1)ابن القيم: زاد المعاد ج٤ ص ٣٠٨
(2)ابن سيدة: المخصص ج٤ص ١٢٠
وكان النبي صلى الله عليه وسلم وكثير من الصحابة يقلون من الطعام لا لفقر أو شح ولاكن زهدا في الدنيا. روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ماشبع ليه الصلاة و السلام ثلاثة أيام تباعا من خبز حتى مضى لسبيله. وكانو إذا أكلو لا يملئون بطونهم فهذا النبي صلى الله عليه و سلم يقول ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه
وكان العرب كرماء يجودون بطعامهم ولا سيما أهل البوادي حتى كانو يرقدون النار ليلا ليهتدي بها الضيفان الغرباء; يدل على ذلك قول الشاعر:
وإني لمعط ما وجدت ====== وقائل لموقد ناري ليلة الريح أوقد
وكانو إذا أكلو جميعا بسطو سماطا على الأرض ثم جلسو صفين من حوله كما نجلس اليوم حول المائدة(1)
ومن أطعمة العربب الثريد, وهو الخبز يفت ويبل بالمرق ويوضع فوقه اللحم ومنه اللمزة; وهو الخبز يكسر على السمن و الكوثان; وهو الأرز و السمك والأطرية; وهو طعام كالخيوط من الدقيق و الشعيرية وهو طعام كالخيوط صغر فتلها في حجم الشعير و الربيكة; وهي شيء يطبخ من بر وتمر ويعجن بالسمن والجشيش; وهو دقيق مجروش يوضع في قدر ويلقى عليه لحم أو تمر ثم يطبخ و العكة; وهو طعام يتخذ من دقيق يعجن بسمن ثم يشوى
ومن ألوان الطعام القديد و الصفيف فإذا شرح اللحم و قدد فهو القديد وإذا شرح عراضا فهو الصفيف و الشواء و البسيسة وهي الدقيق أو السويق يلت بالسمن أو بالزبدة ثم يأكل ولا يطبخ و الخزير وهي الحساء من الدسم و الدقيق. و الخزيرة أيضا أن تنصب القدر بلحم يقطع صغارا على ماء كثير فإذا نضج در عليه الدقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة ولا تكون الخزيرة إلا وفيها لحم(2)
ويظهر أن الخضار لم يكن مستعملة عند العرب في طعامهم كثيرا كما هي مستعملة في طعامنا اليوم لأن بلادهم ليست زراعية.
وينبغي ألا يغيب عنا أن العرب لما خالطو الأمم الأخرى و تغيرت أطعمتهم وتعددت ألوانها استحدثو فيها طرقا غير طرقهم الأولى ففي عهد الأمويين إستعمل العرب الفوط و الملاعق وكانت الملاعق تصنع من الخشب كما كانت تجلب ملاعق من الفخار من بلاد الصين وكانو يجلسون على الكراسي أمام مائدة الطعام مفرش من القماش
(1)ابن القيم: زاد المعاد ج٤ ص ٣٠٨
(2)ابن سيدة: المخصص ج٤ص ١٢٠