إن المسلم لا ينظر إلى صغر الذنب وكبره، بل ينظر إلى عظمة من عصاه سبحانه وتعالى فهو الكبير المتعال، وهو شديد المحال، وهو جل وعلا شديد البطش، أخذه أليم، وعذابه مهين، وإذا انتقم سبحانه ممن عصاه فالهلاك هو مصيره، قال عزّ وجلّ: "وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود" [هود:102-103].
وقد تصغر المعصية في نظر العبد وهي عند الله عظيمة؛ كما قال الله تعالى: "وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم" [النور: 15]، والأمر كما قال بعض أهل العلم: (لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت)، والواجب علينا طاعة الله وتنفيذ أوامره، ومراقبته في السر والعلانية، واجتناب نواهيه وزواجره.
أما من جهة الاعتقاد فإن المسلم المصلي إذا صدرت منه بعض المعاصي والسيئات فإنه باق على الإسلام ما لم يرتكب أمراً مخرجاً عن الملة ويقع في ناقض من نواقض الإسلام، وهذا المسلم العاصي تحت مشيئة الله في الآخرة، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له، ولو دخل النار في الآخرة فإنه لا يخلد فيها، ولا يستطيع أحدٌ من الناس أن يجزم بمصيره من ناحية وقوع العذاب عليه أو عدم وقوعه؛ لأنّ هذا أمر مردّه إلى الله وعلمه عنده سبحانه وتعالى.
والذنوب تنقسم إلى قسمين: (صغيرة - وكبيرة)، فالصغيرة تكفّرها الصلاة والصيام والأعمال الصالحة، والكبيرة (وهي التي ورد فيها وعيد خاص، أو حَدٌّ في الدنيا، أو عذاب في الآخرة) لا تكفّرها الأعمال الصالحة، بل لا بد لمن وقع فيها أن يحدث لها توبة نصوحاً، ومن تاب تاب الله عليه، والكبائر أنواع كثيرة منها مثلاً ( الكذب، والزنا، والربا، والسرقة، وترك الحجاب بالكلية، ونحوها).
وبناءً على ما تقدّم فلا يمكن الجزم بأن من تركت الحجاب سوف تدخل النار، ولكنها مستحقّة لعقوبة الله؛ لأنها عصت ما أمرها به، وأما مصيرها على التعيين فالله أعلم به، وليس لنا أن نتكلم فيما لا نعلمه؛ قال تعالى: "ولا تقف ما ليس لكَ به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" [الإسراء: 36].
ويكفي المسلم صاحب القلب الحيّ أن ينفر من عمل يعلم بأنّه إذا فعله سيكون معرّضا لعقوبة الربّ -عزّ وجلّ-؛ لأنّ عقابه شديد، وعذابه أليم، وناره حامية، "نار الله الموقدة التي تطّلع على الأفئدة" [الهمزة: 6-7]. وفي المقابل فإن من أطاعت ربها فيما أمرها به - ومن ذلك الالتزام بالحجاب الشرعي- فإننا نرجو لها الجنة والفوز بها والنجاة من النار وعذابها.
وغريب حقًا في امرأة صفاتها حميدة، وتصلي وتصوم ولا تنظر للفتيان، وتجتنب الغيبة والنميمة ثم بعد هذا لا تلتزم بالحجاب؛ وذلك لأن من تمسكت حقاً بهذه الأعمال الصالحة الحسنة فإن هذا مؤشر كبير على حبها للخير، ونفورها من الشر، ثمّ لا ننسى أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والحسنة تأتي بأختها، ومن اتقى الله تعالى في نفسه وفقه الله وأعانه على نفسه، ويبدو أن هذه المسلمة فيها خير كثير، وهي قريبة من طريق الاستقامة، فلتحرص على الحجاب الذي أمرها به ربها -تبارك وتعالى-، ولتترك الشبهات، وتقاوم ضغوط أهلها، ولا تستسلم لكلام الناس والمنتقدين، ولتترك مشابهة العاصيات اللاتي يردن التبرّج على حسب الموضة والموديلات، ولتقاوم هوى النفس الذي يدعوها لإظهار الزينة والتباهي بها، وتتمسك بما فيه صون لها وستر وحماية، وتترفّع عن أن تكون سلعة يتمتع بها الغادي والرائح من الأشرار، وتأبى أن تكون سبباً لفتنة عباد الله، ونحن نخاطب فيها إيمانها وحبها لله ورسوله-صلى الله عليه وسلم-، ونناشدها أن تحافظ على ما أُمرت به من الحجاب، وأن تلتزم بقول الله تعالى: "ولا يبدين زينتهن" [النور: 31]، وبقوله "ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى وأطعن الله ورسوله" [الأحزاب: 33].
وعواقب التبرج في الدنيا كثيرة، يكفي منها أن من خلعت حجابها وكشفت عوراتها صارت سلعة رخيصة غير مصونة، تلتهمها أعين الذئاب، فهي بتبرجها تدل على ضلالة، وتدعو إلى فتنة، وتيسر السبيل للمعصية..
والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام
وقد تصغر المعصية في نظر العبد وهي عند الله عظيمة؛ كما قال الله تعالى: "وتحسبونه هينًا وهو عند الله عظيم" [النور: 15]، والأمر كما قال بعض أهل العلم: (لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر إلى عظمة من عصيت)، والواجب علينا طاعة الله وتنفيذ أوامره، ومراقبته في السر والعلانية، واجتناب نواهيه وزواجره.
أما من جهة الاعتقاد فإن المسلم المصلي إذا صدرت منه بعض المعاصي والسيئات فإنه باق على الإسلام ما لم يرتكب أمراً مخرجاً عن الملة ويقع في ناقض من نواقض الإسلام، وهذا المسلم العاصي تحت مشيئة الله في الآخرة، إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له، ولو دخل النار في الآخرة فإنه لا يخلد فيها، ولا يستطيع أحدٌ من الناس أن يجزم بمصيره من ناحية وقوع العذاب عليه أو عدم وقوعه؛ لأنّ هذا أمر مردّه إلى الله وعلمه عنده سبحانه وتعالى.
والذنوب تنقسم إلى قسمين: (صغيرة - وكبيرة)، فالصغيرة تكفّرها الصلاة والصيام والأعمال الصالحة، والكبيرة (وهي التي ورد فيها وعيد خاص، أو حَدٌّ في الدنيا، أو عذاب في الآخرة) لا تكفّرها الأعمال الصالحة، بل لا بد لمن وقع فيها أن يحدث لها توبة نصوحاً، ومن تاب تاب الله عليه، والكبائر أنواع كثيرة منها مثلاً ( الكذب، والزنا، والربا، والسرقة، وترك الحجاب بالكلية، ونحوها).
وبناءً على ما تقدّم فلا يمكن الجزم بأن من تركت الحجاب سوف تدخل النار، ولكنها مستحقّة لعقوبة الله؛ لأنها عصت ما أمرها به، وأما مصيرها على التعيين فالله أعلم به، وليس لنا أن نتكلم فيما لا نعلمه؛ قال تعالى: "ولا تقف ما ليس لكَ به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً" [الإسراء: 36].
ويكفي المسلم صاحب القلب الحيّ أن ينفر من عمل يعلم بأنّه إذا فعله سيكون معرّضا لعقوبة الربّ -عزّ وجلّ-؛ لأنّ عقابه شديد، وعذابه أليم، وناره حامية، "نار الله الموقدة التي تطّلع على الأفئدة" [الهمزة: 6-7]. وفي المقابل فإن من أطاعت ربها فيما أمرها به - ومن ذلك الالتزام بالحجاب الشرعي- فإننا نرجو لها الجنة والفوز بها والنجاة من النار وعذابها.
وغريب حقًا في امرأة صفاتها حميدة، وتصلي وتصوم ولا تنظر للفتيان، وتجتنب الغيبة والنميمة ثم بعد هذا لا تلتزم بالحجاب؛ وذلك لأن من تمسكت حقاً بهذه الأعمال الصالحة الحسنة فإن هذا مؤشر كبير على حبها للخير، ونفورها من الشر، ثمّ لا ننسى أنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والحسنة تأتي بأختها، ومن اتقى الله تعالى في نفسه وفقه الله وأعانه على نفسه، ويبدو أن هذه المسلمة فيها خير كثير، وهي قريبة من طريق الاستقامة، فلتحرص على الحجاب الذي أمرها به ربها -تبارك وتعالى-، ولتترك الشبهات، وتقاوم ضغوط أهلها، ولا تستسلم لكلام الناس والمنتقدين، ولتترك مشابهة العاصيات اللاتي يردن التبرّج على حسب الموضة والموديلات، ولتقاوم هوى النفس الذي يدعوها لإظهار الزينة والتباهي بها، وتتمسك بما فيه صون لها وستر وحماية، وتترفّع عن أن تكون سلعة يتمتع بها الغادي والرائح من الأشرار، وتأبى أن تكون سبباً لفتنة عباد الله، ونحن نخاطب فيها إيمانها وحبها لله ورسوله-صلى الله عليه وسلم-، ونناشدها أن تحافظ على ما أُمرت به من الحجاب، وأن تلتزم بقول الله تعالى: "ولا يبدين زينتهن" [النور: 31]، وبقوله "ولا تبرّجن تبرّج الجاهلية الأولى وأطعن الله ورسوله" [الأحزاب: 33].
وعواقب التبرج في الدنيا كثيرة، يكفي منها أن من خلعت حجابها وكشفت عوراتها صارت سلعة رخيصة غير مصونة، تلتهمها أعين الذئاب، فهي بتبرجها تدل على ضلالة، وتدعو إلى فتنة، وتيسر السبيل للمعصية..
والله أعلم.
المصدر: موقع الإسلام