أطفال العالم يسهرون الليل لمعرفة مصير بطلهم المفضل هاري بوتر :
وأخيرا طرحت النسخة الانجليزية من مغامرات هاري بوتر رسميا في الأسواق وفي معظم دول العالم في آن واحد، وتمكن القراء المعجبون في بريطانيا وباكستان وألاميركتين واليابان والدول الأوروبية الأخرى وغيرها من شراء نسخهم لمعرفة مصير ابطال الرواية كونها تشكل الجزء السابع الأخير من المسلسلة.
وبالضبط عندما دقت عقارب الساعة الثانية عشرة من منتصف ليلة الأول من أمس حسب توقيت لندن فتحت العديد من متاجر العالم ابوابها للصغار والكبار وبدأت ببيع «هاري بوتر ومقدسات الموت»، الرواية التي شغلت اطفال العالم على مدى عدة سنين وبيع منها 325 مليون نسخة وترجمت الى 64 لغة. مصير شخصيات الرواية ما زالت تحيط بها السرية، بالرغم من المراجعة التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» قبل 48 ساعة من انزال الكتاب الى السوق، وهو الأمر الذي اغضب دار نشر «بلومزبري». وقالت كاتبة الرواية جيه كيه رولينغ، التي اصبحت من اغنى نساء العالم بعد ان كانت عاطلة عن العمل وتسكن في بيت حكومي لأصحاب الدخل المحدود مع ابنتها، انها «صعقت» لما قامت به الصحيفة الأميركية، وقال احد النقاد ان نيويورك تايمز «افشت باكبر سر في عالم النشر». واضافت رولينغ انها كانت تريد اعطاء فرصة لقرائها الوصول الى النهاية بوحدهم وحسب وقتهم خلال الطريق الذي يرسمه لهم الكتاب.
وحتى بعد ان شرعت المكتبات حول العالم ببيع الكتاب رسميا الا ان الأطفال الذين استضافتهم اذاعة «بي.بي.سي» الرابعة (ريديو 4)، والذين سهروا طيلة الليل لمعرفة مصير بطلهم المفضل هاري بوتر، طلب منهم ان لا يفشوا بالسر الكبير حول من يموت ومن يبقى حيا حتى لا يفسدوا المتعة على الآخرين. وعبر بعضهم عن اعجابه الشديد بالعمل الذي حولت الأجزاء الأولى منه الى افلام. وقالوا ان «هاري بوتر ومقدسات الموت» هو بلا منازع الأكثر اثارة ويتعامل مع مسألة الموت والحياة باسلوب شيق وفلسفي. وان كان ملايين من محبي الساحر الصغير ينتظرون هذا الحدث بشوق كبير، الا انه يثير لديهم في المقابل مخاوف كبيرة يترقبون فيه المواجهة النهائية بين هاري وعدوه اللدود الساحر الشرير لورد فولدومور ويخشونه لان الكاتبة اعلنت ان اثنتين من شخصيات الرواية الرئيسية ستلقيان حتفهما فيه.
وكانت رولينغ كشفت في يونيو (حزيران) 2006 ان «هناك ثمنا ينبغي دفعه، نواجه هنا الشر المطلق. لا يمكن ازالة شخصيات ثانوية، اليس كذلك؟ نستهدف الابطال، وهذا ما افعله».
وقرأت جي.كاي. رولينغ مقتطفات من كتابها امام 500 محظوظ اختيروا بالقرعة في يونيو في متحف التاريخ الطبيعي في لندن. وتلت هذه القراءة التي نقلت مباشرة على شبكة الانترنت، حفلة توقيع شارك فيها 1700 من المتحمسين.
وامام مكتبة ووترستونز في بيكاديلي في وسط لندن، احدى اكبر المكتبات في بريطانيا، تجمع آلاف من هواة السلسلة من اقطار العالم كافة وسادت اجواء من الفرح العارم عندما فتحت المكتبة ابوابها عند منتصف الليل.
وكانت الهولندية امبر دو ياغر، 19 عاما، التي كانت تنتظر في الصف منذ يوم الاربعاء الماضي، من المكتبة حاملة النسخة الاولى بعد الساعة الثانية عشرة ليلا بدقيقة واحدة.
وقالت لوسائل الأعلام «اشعر بغبطة، فنحن منذ سنتين ننتظر واريد ان اكون واحدة من الاوائل الذين يقرأون هذا الجزء»، مؤكدة انها ستقرأ «مقدسات الموت» طوال الليل. واوضحت متحدثة باسم شبكة مكتبات ووترستونز ان مكتباتها ال 280 في بريطانيا ستفتح عند منتصف الليل خصيصا من اجل هذا الحدث. وتأمل المكتبه في بيع ثلاثة ملايين نسخة من «هاري بوتر ومقدسات الموت» في الساعات الاربع والعشرين الاولى.
وسجل موقع امازون الوحيد المخصص للبيع على شبكة الانترنت 2.2 مليون حجز في العالم للكتاب الاخير من سلسلة هاري بوتر الذي يمكن ان يحطم جميع ارقام البيع القياسية.
وعقدة المغامرات المنتظرة التي حافظ الناشر على سريتها، قد انتهكت الى حد كبير في الايام الاخيرة، من خلال نشر اجزاء من الكتاب على شبكة الانترنت وبيع مئات الكتب في الولايات المتحدة.
وفي ويلنجتون بنيوزيلندا انتظر مئات الأطفال والبالغين وقت طرحه في المكتبات في الساعة الحادية عشرة صباحا حسب التوقيت المحلي. كان يرتدي العديد من الاطفال ملابس سحرة ووجوههم مغطاة بالالوان منذ السابعة صباحا خارج متجر ويتكولز الرئيسي في أوكلاند أكبر مدن نيوزيلندا. وفي نيويورك، انتظر نحو مائة شخص بصبر وتأن حلول منتصف الليل امام مكتبة بارنز اند نوبل في مانهاتن لشراء الرواية. وعلى مسافة قريبة تجمع عدد كبير من الاشخاص في «كولومبس سيركل» امام مكتبات بوردرز التي اعلنت انها باعت 5.1 مليون نسخة على الانترنت وعبر الهاتف قبل طرح الرواية في اسواق اميركا الشمالية.
في استراليا لم يتردد شاب في ال21 من العمر في المخاطرة بحياته لاستعادة قسيمة الشراء التي حملتها الرياح. وقفز الشاب في مياه احدى بحيرات سيدني المتجمدة دون ان ينجح في استعادتها ونقل الى المستشفى لتلقي العلاج.
واحتشد أكثر من 800 شخص في أحد المتاجر التابعة لـ«سلسلة بوردرز الوطنية» لبيع الكتب بضواحي ولاية واشنطن عند منتصف ليلة الجمعة/السبت، حيث ارتدى الكثير منهم زي الشخصيات المشاركة في القصة.
وانتظر بعض القراء الشغوفين لما يقرب من 18 ساعة ليكونوا ضمن أول مشتري الرواية وكان من بين أول من تقدموا للحصول على الكتاب الجديد الطفلة سارة بلدوين، 11 عاما، كما ذكرت الوكالة الفرنسية للأنباء، التي وصلت عندما بدأ الحفل مساء أمس الجمعة. وكادت سارة أن تقفز من شدة استثارتها عندما تفكر في أنها ستكون أول من يحصل على النسخة. وقالت سارة: «إنني مستثارة وحزينة لأنني أرغب فعلا في أن يستمر السحر».
وفي اسبانيا احتشدت أعداد كبيرة أمام مكتبة «لاكاسا ديل ليبرو» (دار الكتاب) بالعاصمة الإسبانية مدريد حيث بدأ فجرا إصدار بيع الكتاب. وكانت النسخ قد وصلت أمس للمكتبة وسط حراسة أمنية مشددة حيث ترقب العديد من الشباب وصول الجزء السابع معبرين عن انتمائهم لمغامرات هاري بوتر بارتداء قبعات تحمل صورته.
في نيودلهي اتخذ موزعو الكتاب في الهند إجراءات خاصة لمراقبة أعمال قرصنة على الجزء الاخير من السلسلة.
وقال هيمالي سودهي مدير التسويق في دار نشر «بنجوين» في الهند: «بدأنا مبادرة واسعة النطاق لمكافحة أعمال القرصنة تتضمن وجود خلايا يقظة بمساعدة الشرطة بالاضافة إلى خطوط مساعدة تعمل على مدار 24 ساعة للابلاغ عن أعمال القرصنة».
وفي إسلام أباد قال مسؤولون أمس السبت إن الشرطة الباكستانية أبطلت مفعول سيارة ملغومة في مدينة كراتشي الساحلية خارج مركز تجاري قبل ساعات من إطلاق حملة بيع الكتاب.
وقال كبير مفوضي الشرطة آزاد خان «لقد علمنا بأمر القنبلة مساء الجمعة عندما أتصل مجهول بالهاتف وحذرنا من أن قنبلة زرعت في سيارة تقف خارج برج بارك». واضاف «إن القنبلة كانت تحتوي على 10 كيلوجرامات من مادة أر.دي.أكس المتفجرة متصلة بجهاز تفجير يتم التحكم فيه عن بعد». واستطرد مازحا ان الذي قام بالعمل «ربما يكون ذلك شخصية من سلسلة هاري بوتر».
كما تدفق المعجبون بهاري بوتر في الصين إلى المكتبات وهذا قبل ثلاثة شهور من صدور الطبعة المترجمة باللغة الصينية.
كما بدأت منافذ بيع الكتب في أربع مدن رئيسية في الصين هي شنغهاي وجوانجتشو وشينشن وشينجدو في بيع النسخ المكتوبة بالإنجليزية. وحضر افتتاح المكتبة أعضاء السفارة البريطانية في بكين والعديد من الناشرين الدوليين. وكان ديكور مدخل المكتبة مشابها لديكور مدخل قصر هاري بوتر