[ابن يونس توفي سنة 399هـ/1009
كان ابن يونس راصداً رفيع المنزلة للظواهر السماوية، وعالماً نظرياً من الطراز الأول. ويقول عنه سارطون ربما كان أعظم فلكي مسلم.
واسمه الكامل هو أبو الحسن علي بن أبي سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس بن عبد الأعلى الصدفي المصري. لا يعرف تاريخ ولادته، أما وفاته فكانت عام 399هـ/1009م بالقاهرة. ينتمي لأسرة اشتهرت بالعلم، فقد كان أبوه محدثاً ومؤرخاً كبيراً ، كما كان جده من المتخصصين في علم النجوم.
وقد حظي ابن يونس بمكانة كبيرة لدى الخلفاء الفاطميين الذين شجعوه علي متابعة بحوثه الفلكية والرياضية، و بنوا له مرصداً قرب الفسطاط (القاهرة)، وجهزوه بكل ما يلزم من الآلات والأدوات.
إسهاماته
برع ابن يونس في المثلثات، وله فيها بحوث قيمة ساعدت في تقدم علم المثلثات، فهو أول من وضع قانوناً في حساب المثلثات الكروية، كانت له اهمية كبرى عند علماء الفلك، قبل اكتشاف اللوغاريتمات، إذ يمكن بواسطة ذلك القانون تحويل عمليات الضرب في حساب المثلثات إلى عمليات جمع، فسهل حل كثير من المسائل الطويلة المعقدة. ويرجع إلى ابن يونس اختراع رقاص الساعة. كما أظهر ابن يونس براعة كبرى في حل كثير من المسائل العويصة في علم الفلك.
وقد رصد ابن يونس كسوف الشمس والقمر في القاهرة حوالي 978م، فجاء حسابه أقرب ما عرف، إلى أن ظهرت آلات الرصد الحديثة.
مؤلفاته
أهم كتاب ألفه ابن يونس هو :
** "الزيج الكبير الحاكمي" : بدأ تأليفه، بأمر من الخليفة العزيز الفاطمي سنة 380هـ/990م، وأتمه سنة 1007م في عهد الخليفة الحاكم ولد العزيز. وسماه الزيج الحاكمي، نسبة إلى الخليفة. وتوجد أجزاء من هذا الكتاب في عدد من المكتبات العالمية مثل اكسفورد، وباريس، والاسكريال، وبرلين، والقاهرة. وقد قام كوسان بنشر وترجمة أجزاء هذا الزيج التي فيها أرصاد الفلكيين القدماء وأرصاد ابن يونس نفسه عن الخسوف والكسوف، واقتران الكواكب. وكان هدف ابن يونس من تأليف كتابه هو تصحيح أرصاد وأقوال الفلكيين الذين سبقوه وتتميمها.