قال تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُعِندَرَبِّهِ.. [الحج:30]،
وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَاللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ[الحج:32].
الحمد لله الرحمن الرحيم المعطي الوهاب، والصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ، وبعد:
ـ كان صيام عاشوراء معروفاً حتى على أيام الجاهلية قبل البعثة النبوية، فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( إن أهل الجاهلية كانوا يصومونه ). قال القرطبي: ( لعل قريشاً كانوا يستندون في صومه إلى شرع من مضى كإبراهيم عليه السلام ).
و قد ثبت أيضاً أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يصومه بمكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، فلما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يحتفلون به فسألهم عن السبب
فأجابوه كما تقدم في الحديث، وأمر بمخالفتهم في اتخاذه عيداً، كما جاء في حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: "كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً". وفي رواية مسلم: "كان يوم عاشوراء تعظمه اليهود وتتخذه عيداً". وفي رواية له أيضاً: "كان أهل خيبر (اليهود) يتخذونه عيداً، ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم"، قال النبي: "فصوموه أنتم" (رواه البخاري). لكنه اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية.
فضل عاشوراء
وردت أحاديث كثيرة في فضل يوم عاشوراء ، أذكر منها:
أـ عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: { صيام يـوم عاشوراء : أحتسب على الله أن يكفر السنـة التي قبله} [رواه مسلم:1976].
ب ـ عن عبيد الله بن أبي يزيد أنه سمع ابن عباس رضي الله عنهما وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: ( ما علمت أنَّ رسول اللهصلى الله عليه و سلمصام يوماً يطلب فضله على الأيام إلا هذا اليوم، ولاشهراً إلا هذا الشهر ـ يعني: رمــضان ) [أخرجه البخــاري:4/216،215 ومسلم:1132].
متى هو يوم عاشوراء ؟
أ ــ قال ابن قدامة في المغني[3/174]: ( عاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم،وهذا قول سعيد بن المسيب والحسن؛ لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: ( أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بصوم يوم عاشوراء العاشر من المحرم ) )
[رواه الترمذي وقال: حديث صحيح حسن].
الحكمة من استحباب صيام اليوم التاسع
قال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث{ لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع}: ( ما همَّ به من صوم التاسع يحتمل معناه أن لا يقتصر عليه، بل يضيفه إلى اليوم العاشر، إما احتياطاً له، وإمَّا مخالفة لليهود والنصارى، وهو الأرجح ) [فتح الباري:4/245].
مراتب صيام عاشوراء
أ ــ أن يصوم اليوم العاشر ويكون قد صام عاشوراء .
ب ــ أن يصوم يوماً قبله أويوماً بعده.
وكلما زاد الإنسان الصيام في شهر محرم كان أجره أعظم.