كان للأحداث التي شهدها قطاع غزة تأثير سلبي خطير على أفراد الشعب الفلسطيني، لاسيما الأطفال، حيث نقلت شاشات التلفاز مشاهد قاسية للحرب على غزة لا يُمكن أن تمحى من الذاكرة بسهولة، مما سبّب لهم نوعا من الصدمة والاضطراب النفسي.
ووجد مئات من الأطفال في مدينة الخليل سبيلهم في مواجهة ما حدث، بالرسم والموسيقى والرقص ومسرح الدمى وعروض الأفلام، وسرد القصص وكتابتها.
قال سميح أبو زاكية مدير مركز فنون الطفل: أن الفنون هي إحدى وسائل العلاج لمواجهة ما يتعرض له الأطفال من أزمات، وقال: في أوقات الحروب وغيرها من الأزمات نشعر أن الأطفال بحاجة للتعبير عن أنفسهم، وهنا يأتي دور الرسم والغناء كفكرة ووسيلة جيدة للتعبير وللتفريغ النفسي، ذلك أن قدرة الأطفال حتى سن الخامسة عشرة تكون محدودة التعبير بالكلمات، ويُمكن لرسومهم أن تكشف الوضع النفسي لديهم، وتعكس حجم معاناتهم، فالفن لغة عالمية يُمكن للجميع أن يفهمها، وهي بديل جيد للاتصال مع الآخرين، ويُجد فيه مشاركة تُعزز من قدرة الفرد على اتخاذ القرار وتحمّل المسؤولية، وتعمل على تفريغ مشاعرهم السلبية وانفعالاتهم.
وأضاف: الفن أيضا فرصة للتعبير عن المخاوف، ويُعزز القدرة على التركيز، ويُقوي الشقة بالنفس وتقدير الذات، ويزيد من القدرة على الإبداع.
وقال: خلال الحرب الأخيرة على غزّة، تضمّن نشاط المركز التنوير الثقافي بمدى أهمية رعاية الأطفال، وفتح المجال أمامهم لتفريغ انفعالاتهم ومشاعرهم نتيجة الضغوط التي واجهوها، والاستماع لهم، وإتاحة الفرصة لهم للحديث، والعمل على التقليل من الآثار الناجمة بعد حالات القصف والعنف.