أثار فيلمٌ هولندي جديد بعنوان "مقابلة مع محمد" جدلاً جديدًا، لاسيما أن مخرجه الإيراني المولد إحسان جامي ينتقد الإسلام، في الوقت نفسه اعتبرت منظمات إسلامية هولندية الفيلم الذي عرض على الصحفيين قبل أيام مجرد "فقاعة تافهة".
ويتخيل "جامى" خلال الفيلم مقابلةً مع الرسول الكريم (ص)، يجسده ممثل متنكر، يرتدي ملابس عربية بدوية، ويخفى وجهه بقناع ورقي، ويناقش الاثنان جوانب من حياة نبي الإسلام.
ويبلغ الشخص الذي يقوم بدور النبي رسالةً مفادها أن الإسلام يجب فهمه في سياقه التاريخي، وأنه من الخطأ نسخ الأفكار بصورة مباشرة من القرآن، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
ويزعم الممثل الذي يجسد شخصية النبي في المقابلة أن بعض ممارساته وآرائه كانت مناسبة للزمن الذي عاش فيه، وأنها لم تعد صالحة لهذا الزمن، خاصةً في موضوعي حقوق المرأة والحق في الارتداد عن الإسلام.
ويدافع هذا الممثل عن هذه المواقف المثيرة للجدل، بأنها جزء من النظام السياسي والقبلي والاجتماعي الذي كان سائدًا آنذاك، وأنه لا يرى أن على المسلمين أن يفعلوا الأشياء نفسها في هذا الزمن المختلف.
ويوضح "جامى" إنه يهدف من وراء فيلمه إطلاق نقاش داخل المجتمع الإسلامي نفسه، مشيرًا إلى أنه "يجب أن يعيد المسلمون تأويل أفعال النبي.. هذا ما آمُله على الأقل، وما أحاول فعله".
ويضيف أنه يهدف من هذا الفيلم إلى تأكيد أن "الكثير من النصوص في القرآن رمزية فحسب، وأن النبي محمد كان ليعطي إجابات مختلفة عن القضايا الاجتماعية الراهنة عن الإجابات التي كان يعطيها في زمنه"، ويؤكد المخرج الهولندي أن فيلمه ليس "معاديًا للإسلام".
"فقاعة تافهة"
واتسم رد فعل المنظمات الإسلامية في هولندا على الفيلم الجديد المسيء للإسلام بالهدوء، واعتبروا الفيلم "فقاعة تافهة"، بحسب صحيفة المصري اليوم.
وأعلنت ست منظمات إسلامية في البلاد عدم الحاجة للقيام بمظاهرات ضد فيلم "مقابلة مع محمد" للمخرج جامي، واصفةً الفيلم بأنه "بلا مغزى".
وأكدت المنظمات الإسلامية أن فيلم "مقابلة مع محمد" لا يعد إسهامًا حقيقيًا في النقاش الدائر حول الإسلام.
كان وزير خارجية هولندا ماكسيم فيرهاخن قد دعا الدول الإسلامية إلى العمل على ألا يؤدي فيلم "مقابلة مع محمد" إلى اندلاع أعمال عنف ضد المواطنين الهولنديين أو الشركات الهولندية.
وقال فيرهاخن إنه بحث هذه المسألة في وقتٍ سابق مع سفراء الدول الإسلامية في هولندا، مشيرًا إلى أنه يخشى أن تستخدم الجماعات الإسلامية المتشددة الفيلم ذريعةً لارتكاب أعمال عنف ضد أهداف هولندية.
واعتبرت وسائل إعلام هولندية أن الفيلم لا يبدو صادمًا مثل سابقيه، فيلم "الخضوع" الذي لقي مخرجه "ثيوفان جوخ" مصرعه على يد متطرفٍ من أصل مغربي، وفيلم "فتنة" للبرلماني الهولندي جيرت فيلدرز.
ووُلد جامي في إيران، وكان يبلغ من العمر 11 سنة حين قدم إلى هولندا مع والده، لجأ والده إلى هولندا فرارًا من متابعته في إيران بسبب أنشطته السياسية.
وارتد جامي عن الإسلام ثم قرر أن يساعد من يرغب في نهج نفس الطريق التي بدأها، ولذلك فقد أسس لجنةً المسلمين السابقين، على طراز جمعيات مماثلة في بريطانيا وألمانيا، كما جهر بانتقاده للإسلام عبر منابر عامة مختلفة.