[size=25]«سوفيتولا» بسبيطلة: أكبر مدن منطقة السباسب العليا [/size]
يقول المؤرخون عن الموقع القديم لسوفيتولا أنه مندمج جزئيّا في مدينة سبيطلة التي خلفتها بعد قرابة عشرة قرون و نصف و أصبحت إحدى أكبر مدن منطقة السباسب العليا.
و لئن كان اسم المكان سوفيتولا يدل على تأسيس سابق بكثير، فإن الآثار المستخرجة من تحت الأرض في هذا الموقع لا تعود إلى فترة أقدم من القرن الأول للميلاد.
و يبدو أن المدينة شهدت في عهد سبتيموس سفيريوس (القرن الثاني و الثالث) فترة ازدهار و رخاء دامت إلى عهد ديوقليسيانوس (258ـ305). و إلى هذه الفترة تعود أهم المباني التي ما زالت مشاهدة: الدّور و الفوروم و المعابد و الحمامات و البوابات الفخمة و المسرح، إلخ..
وفي غياب نقائش تعطي للباحثين إرشادات عن مختلف المراحل لماضي المدينة، الا أنّ اكتشاف آثار متأخّرة من نهاية الإمبراطورية أو من العهدين الوندالي والبيزنطي ليؤكّد حيويّة الطائفة المسيحيّة التي أصبحت مهيمنة قبيل الفتح العربي في سنة 647. ومعلوم أنّ هذا الفتح وضع حدّا لانتماء أفريكا إلى العالم المسيحيّ ومكّن من ضمّها إلى الدّولة الاسلاميّة النّاشئة، بعد هزيمة البطريق جرجير الذي كان على رأس مملكة استقلت عن القسنطنطينية واتخذت سوفيتولا عاصمة لها عوضا عن قرطاج.
قال فيها صاحب معجم الأعلام: «سبيطلة: بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثناه من تحت وطاء مكسورة ولام، مدينة من مدن افريقية وهي كما يزعمون مدينة جرجير الملك الرومي وبينها وبين القيروان سبعون ميلا». وذكرها صاحب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق بقوله: «واذ قد انتهى بنا القول في ذكر بلاد افريقية فلنرجع الآن الى ذكر بلاد نفزاوة، فنقول أن مدينة سبيطلة كانت مدينة جرجير ملك الروم الأفارقة وكانت من أحسن البلاد منظرا وأكبرها قطرا وأكثرها مياها وأعدلها هواء وأطيبه ثرى، وكانت بها بساتين وجنات وافتتحها المسلمون في صدر الاسلام وقتلوا بها ملكها العظيم المسمى جرجير ومنها الى مدينة قفصة ثمّ الى القيروان سبعون ميلا».
ووردت في كتاب البلدان كالآتي: «والمدينة القديمة العظمى هي التي يقال لها سبيطلة وهي التي افتتحت في أيّام عثمان بن عفان، وحاصرها عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وأمير الجيش عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة سبع وثلاثين».
ووردت في الروض المعطار في خبر الأقطار كتالي: «وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح لما بعثه عثمان الى افريقية غازيا لقي جرجير صاحب سبيطلة، وقاتله فقتله عبد الله بن الزبير وشن الغارات على سبيطلة، وأصاب الروم رعب شديد، ولجؤوا الى الحصون والقلاع، فاجتمع أكثر الروم بقصر الأجم فطلبوا من عبد الله بن سعد أن يأخذ منهم ثلاثمائة قنطار من ذهب على أن يكف عنهم ويخرج من بلادهم، فقبل ذلك منهم وقبض المال، وكان في شرطه أن ما أصاب المسلمون قبل الصلح فهو لهم وما أصابوه بعد الصلح ردوه لهم».
ويضيف نفس المصدر: «هي مدينة قمودة، على سبعين ميلا من القيروان». وقال عريب: «على مسافة يومين من القيروان». وقال اليعقوبي: «وهو بلد واسع فيه مدن وحصون، والمدينة القديمة العظمى هي التي يقال لها سبيطلة، وهي كانت مدينة جرجير التي دخلها عليه المسلمون في جيش عبد الله بن سعد بن أبي سرح في صدر الإسلام، وكان فيهم عبد الله بن الزبير، وكان جرجير الملك أبرز ابنته وحرض روما على قتال المسلمين، ووعد من قتل عبد الله بن سعد بأن يعطيه ابنته ويشاطره في ملكه، وبلغ ذلك عبد الله بن سعد فحرض المسلمين ووعد من قتل الرومي الملك بأن ينفله ابنته، قتله عبد الله بن الزبير ونفله ابن سعد ابنته، والخبر طويل مشهور».
يقول المؤرخون عن الموقع القديم لسوفيتولا أنه مندمج جزئيّا في مدينة سبيطلة التي خلفتها بعد قرابة عشرة قرون و نصف و أصبحت إحدى أكبر مدن منطقة السباسب العليا.
و لئن كان اسم المكان سوفيتولا يدل على تأسيس سابق بكثير، فإن الآثار المستخرجة من تحت الأرض في هذا الموقع لا تعود إلى فترة أقدم من القرن الأول للميلاد.
و يبدو أن المدينة شهدت في عهد سبتيموس سفيريوس (القرن الثاني و الثالث) فترة ازدهار و رخاء دامت إلى عهد ديوقليسيانوس (258ـ305). و إلى هذه الفترة تعود أهم المباني التي ما زالت مشاهدة: الدّور و الفوروم و المعابد و الحمامات و البوابات الفخمة و المسرح، إلخ..
وفي غياب نقائش تعطي للباحثين إرشادات عن مختلف المراحل لماضي المدينة، الا أنّ اكتشاف آثار متأخّرة من نهاية الإمبراطورية أو من العهدين الوندالي والبيزنطي ليؤكّد حيويّة الطائفة المسيحيّة التي أصبحت مهيمنة قبيل الفتح العربي في سنة 647. ومعلوم أنّ هذا الفتح وضع حدّا لانتماء أفريكا إلى العالم المسيحيّ ومكّن من ضمّها إلى الدّولة الاسلاميّة النّاشئة، بعد هزيمة البطريق جرجير الذي كان على رأس مملكة استقلت عن القسنطنطينية واتخذت سوفيتولا عاصمة لها عوضا عن قرطاج.
قال فيها صاحب معجم الأعلام: «سبيطلة: بضم أوله وفتح ثانيه وياء مثناه من تحت وطاء مكسورة ولام، مدينة من مدن افريقية وهي كما يزعمون مدينة جرجير الملك الرومي وبينها وبين القيروان سبعون ميلا». وذكرها صاحب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق بقوله: «واذ قد انتهى بنا القول في ذكر بلاد افريقية فلنرجع الآن الى ذكر بلاد نفزاوة، فنقول أن مدينة سبيطلة كانت مدينة جرجير ملك الروم الأفارقة وكانت من أحسن البلاد منظرا وأكبرها قطرا وأكثرها مياها وأعدلها هواء وأطيبه ثرى، وكانت بها بساتين وجنات وافتتحها المسلمون في صدر الاسلام وقتلوا بها ملكها العظيم المسمى جرجير ومنها الى مدينة قفصة ثمّ الى القيروان سبعون ميلا».
ووردت في كتاب البلدان كالآتي: «والمدينة القديمة العظمى هي التي يقال لها سبيطلة وهي التي افتتحت في أيّام عثمان بن عفان، وحاصرها عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن الزبير، وأمير الجيش عبد الله بن سعد بن أبي سرح سنة سبع وثلاثين».
ووردت في الروض المعطار في خبر الأقطار كتالي: «وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح لما بعثه عثمان الى افريقية غازيا لقي جرجير صاحب سبيطلة، وقاتله فقتله عبد الله بن الزبير وشن الغارات على سبيطلة، وأصاب الروم رعب شديد، ولجؤوا الى الحصون والقلاع، فاجتمع أكثر الروم بقصر الأجم فطلبوا من عبد الله بن سعد أن يأخذ منهم ثلاثمائة قنطار من ذهب على أن يكف عنهم ويخرج من بلادهم، فقبل ذلك منهم وقبض المال، وكان في شرطه أن ما أصاب المسلمون قبل الصلح فهو لهم وما أصابوه بعد الصلح ردوه لهم».
ويضيف نفس المصدر: «هي مدينة قمودة، على سبعين ميلا من القيروان». وقال عريب: «على مسافة يومين من القيروان». وقال اليعقوبي: «وهو بلد واسع فيه مدن وحصون، والمدينة القديمة العظمى هي التي يقال لها سبيطلة، وهي كانت مدينة جرجير التي دخلها عليه المسلمون في جيش عبد الله بن سعد بن أبي سرح في صدر الإسلام، وكان فيهم عبد الله بن الزبير، وكان جرجير الملك أبرز ابنته وحرض روما على قتال المسلمين، ووعد من قتل عبد الله بن سعد بأن يعطيه ابنته ويشاطره في ملكه، وبلغ ذلك عبد الله بن سعد فحرض المسلمين ووعد من قتل الرومي الملك بأن ينفله ابنته، قتله عبد الله بن الزبير ونفله ابن سعد ابنته، والخبر طويل مشهور».