ليس الخير أن
يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك ولا خير في
الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنوبا فهو يتدارك ذك بتوبة
أو رجل يسارع في الخيرات ولا يقل عمل في تقوى
وكيف يقل ما يتقبل.
إن أخوف ما
أخاف اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول
الأمل فينسي الآخرة إلا وان الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن
الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحدة منهما بنون
فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم
عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
إن الفقيه
الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص
لهم في معاصي الله ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا
خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم
فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها.
لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحي إذا لم
يعلم أن يتعلم ولا يستحيي إذا سئل عما لا
يعلم أن يقول لا اعلم واعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة
الرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس له.
الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع
اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا
بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق.