انتزعت تركيا بطاقة العبور الثانية عن المجموعة الأولى وصعدت لربع النهائي عقب فوزها الدراماتيكي على تشيكيا بنتيجة 3-2 علماً أنها كانت متأخرة 0-2, وذلك في اللقاء الذي جرى بين الفريقين في إستاد جنيف ضمن فعاليات كأس أمم أوروبا الثالثة عشرة التي تستضيفها النمسا وسويسرا معاً.
وكانت البرتغال ضمنت البطاقة الأولى من المرحلة السابقة, فيما كانت الثانية محصورة بين تركيا وتشيكيا كون سويسرا الفريق الرابع في المجموعة كان فقد آماله عقب خسارته أوّل لقاءين له. وستلعب تركيا في ربع النهائي مع كرواتيا متصدرة المجموعة الثانية.
افتتحت تشيكيا التسجيل في الدقيقة 34 عبر يان كولر, وأضاف ياروسلاف بلازيل الهدف الثاني في الدقيقة 61, ثم قلّص أردا توران النتيجة في الدقيقة 75 وعادل نيهات قهوجي في الدقيقة 87, ثم عاد اللاعب نفسه وسجل هدف الفوز في الدقيقة 90.
الشوط الأول
بدأ مدرب تشيكيا المباراة بتكتيك 4-5-1 حيث شغل العملاق يان كولر مركز رأس الحربة وكان محور الخطط في فريقه, في حين جلس باروش على مقاعد البدلاء أما فاتح تيريم مدرب تركيا فشرع بخطة 4-4-2, حيث لعب نيهات قهوجي مهاجم فياريال إلى جانب سميح سنتورك لاعب فنربخشه جنباً إلى جنب في خط الهجوم.
شرع التشيك اللقاء بأفضلية واستحواذ ملموسين وكانوا الأكثر مبادرة للهجوم لكن دون خطورة حقيقية وأكثر ما حققوه تصويبات وعرضيات قليلة غير مثمرة, في حين اعتمد الأتراك على الدفاع المكثف والانطلاق بمرتدات سريعة لكن جميع محاولاتهم الهجومية بدت عقيمة وعجزت عن الوصول للعمق التشيكي.
غابت الفرص بوضوح طيلة نصف الساعة الأولى من الشوط الأول, وشاء الحظ أن تترجم الفرصة الحقيقية الوحيدة إلى هدف مستحق للتشيكيين في الدقيقة 34 حين عكس الظهير الأيمن المتقدم غريغيرا عرضية ممتازة حوّلها كولر برأسه قوية رائعة داخل المرمى التركي مانحاً فريقه التقدّم 1-0 رغم محاولة يائسة من الحارس فولكان ديميريل في التصدي.
توالت الدقائق المتبقية دون جديد, سوى تميّز في الحضور التشيكي عموماً لكن دون خطورة مقابل ضعف في مردود منافسه الذي لم يقدّم شيئاً يُذكر واعتمد كثيراً على الالتحامات القوية لإيقاف التشيكيين ممّا أدى إلى خروج اللاعب ماريك ماتيوفسكي في الدقيقة 39 مصاباً ودخول دافيد ياروليم مكانه.
الشوط الثاني
دفع فاتح تيريم في بداية الشوط الثاني بلاعب غلطة سراي صبري ساريوغلو مكان سنتورك في الهجوم, ونزل الأتراك بثقل وضغط هجوميين مع انكفاء بعض الشيء من التشيكيين الذين تحولوا للعب بخطة 4-2-3-1, وكان للفريق المتأخر محاولات خطرة بعض الشيء تكفّل بها الدفاع تارة والحارس بيتر تشيك تارة أخرى.
وفي ظل الضغط التشيكي وبعد انفراد لكولر ضائع من كرة مرتدة في الدقيقة 61, انطلق التشيكيون في الدقيقة 62 بهجمة سريعة عكس فيها لاعب الجناح ليبور سيونكو عرضية متقنة قابلها لاعب أوساسونا الإسباني ياروسلاف بلازيل بباطن قدمه اليسرى من الوضع متزحلقاً رافعاً النتيجة إلى 2-0.
لم يكتف رجال المدرب القدير بروكنر بالهدفين بل واصلوا سعيهم للثالث في ظل مستوى متميّز هو الأفضل لهم في الدور الأول, فكان للنشط سيونكو في الدقيقة 71 عرضية أرضية قابلها يان بولاك بباطن قدمه لكن تصويبته ارتدت من القائم ثم إلى الحارس ديميريل وسط مطالبة تشيكية بركلة جزاء جرّاء تدخّل قاس من الدفاع التركي.
الأمل التركي عاد ليحيا من جديد في الدقيقة 75 حين اخترق لاعب بايرن ميونيخ حميد النتينتوب الجهة اليمنى وعكس أرضية سريعة تخطت الجميع ووصلت إلى أردا توران الذي بمنتهى الهدوء سدد كرة زاحفة ارتمى لها بيتر تشيك ولم يدركها إلا في شباكه فتقلصت النتيجة إلى 1-2 واشتعلت المباراة من جديد.
كثف الأتراك ضغطهم بجنون وسط بعض الارتباك في الخطوط الخلفية التشيكية, وكاد رجال فاتح تيريم أن يدركوا التعادل أكثر من مرةّ لكن قلة التركيز خانتهم, مثل فرصة لا تعوّض في الدقيقة 81 حين عكس النتينتوب عرضية ارتقى لها سرفت وحولها برأسه لكن تصويبته أخطأت المرمى بقليل.
وحين كانت المباراة متجهة لتلفظ أنفاسها انقلبت الطاولة رأساً على عقب على التشيكيين, ففي الدقيقة 87 خرج تشيك لملاقاة عرضية سهلة لعبها النتينتوب لكن الكرة أفلتت منه ووصلت إلى قدم نيهات قهوجي الذي قبِل الهدية وعاقب الحارس التشيكي بقساوة مودعاً الكرة بسهولة تامة في الشباك ومانحاً فريقه التعادل 2-2.
ولم تكد تمر ثلاث دقائق على الهدف حتى ضرب نيهات من جديد حين كسر مصيدة التسلل بتمريرة جديدة من المتألق النتينتوب وانطلق منفرداً بتشيك ثم ركن كرة رائعة في المقص الأيسر للمرمى مانحاً فريقه بطاقة العبور لربع النهائي وسط ذهول وعدم تصديق طال الفائزين قبل الخاسرين.
"أوروبا ستتذكر هذا المنتخب"
واعتبر مدرب تركيا فاتح تيريم أن أوروبا ستتذكر فريقه بعد الانجاز الذي حققه بتأهله إلى ربع النهائي داعياً الشعب التركي "إلى الاحتفال بالفوز، مؤكداً "لقد قلت بعد فوزنا على سويسرا بأنه يجب على الجميع أن يتذكرنا، والآن أقولها أيضاً بأن كرة القدم الأوروبية ستتذكر هذا المنتخب".
وتابع تيريم "لم نبدأ المباراة جيداً في مواجهة منتخب تشيكي ممتاز وكنا بعيدين عن مستوانا في الشوط الأول، وفي الثاني تغير الوضع وقدمنا أداءً أفضل حتى عندما تأخرنا صفر-2، ونجحنا في العودة إلى المباراة بعد أن سجلنا هدفنا الأول ثم أدركنا التعادل، وبينما كنت احضر نفسي لركلات الترجيح جاء هدف الفوز، فما حصل في نهاية هذه المباراة هو روعة كرة القدم".
وأضاف "أنا فخور بأن أكون على رأس الجهاز الفني لهذا المنتخب الذي لا يستسلم أبداً، فلاعبو المنتخب التركي يعشقون النهايات الدرامية للمباريات".
وقع الهزيمة كان له وقع الصدمة على مدرب تشيكيا كارل بروكنر الذي قال "أحتاج إلى وقت طويل لتخطي الأمر".
واستغرب بروكنر كيف استسلم لاعبوه وأهدروا تقدمهم بهدفين بقوله "تراجعنا كثيراً إلى منطقتنا وبالتالي كان من الصعب علينا الاحتفاظ بتقدمنا لأن اللاعبين لم يتحملوا الضغط كثيراً".
وأوضح "بداية المباراة كانت جيدة حيث نجحت خطتنا بإشراك يان كولر فتقدمنا بهدفين وحصلنا أيضاً على فرصة لتسجيل هدف ثالث لكن ما حصل كان مختلفاً تماماً لأننا انهينا المباراة بطريقة سيئة".
واعتبر بروكنر أن "الخسارة بهذا الشكل لا تصدق لأننا كنا على بعد ثلاث دقائق من التأهل إلى ربع النهائي".