أعلن المنتخب الإسباني عن نفسه بقوة في أولى مبارياته في إطار الجولة الأولى من المجموعة الرابعة ضمن نهائيات كأس الأمم الأوروبية المقامة حالياً في النمسا وسويسرا معاً، بعدما تغلب على منتخب روسيا 4-1 في المباراة التي أقيمت الثلاثاء على ملعب "تيفولي نيو شتاديوم" في اينسبورغ النمساوية.
ووجه الماتادور الإسباني بقيادة مديره الفني البارع لويس آراغونيس تحذيراً شديد اللهجة للمنتخبات المتنافسة في يورو 2008.
وإلى جانب النقاط الثلاث التي حصل عليها الإسبان، فإن المباراة كتبت شهادة ميلاد ثنائي خطير هما(توريس -فيا) في قلب هجوم إسبانيا، وثنائي آخر خلفهما هما (إنييستا -خافي هيرنانديز).
بدأت المباراة بحذر دفاعي واضح من قبل المنتخب الروسي الذي لجأ مديره الفني غوس هيدينك إلى تضييق المساحات أمام إسبانيا، مع استغلال التمريرات الطويلة من الخلف إلى الأمام وتحديداً على الجانب الأيسر للاعب يوري جيركوف، الذي انطلق بكرة في الدقيقة (16) ومررها خطيرة شتتها سيرجيو راموس، وشكلت هذه الهجمات خطراً على الدفاع الإسباني في البداية.
كما حاول هيدينك ولاعبوه امتصاص حماس لاعبي إسبانيا عن طريق تناقل الكرات القصيرة في منتصف الملعب دون فاعلية حقيقية على مرمى إيكار كاسياس حارس إسبانيا.
وفي المقابل، غيّر المنتخب الإسباني من خططه الهجومية في هذا الشوط مرتين، إذ بدأ ربع الساعة الأولى من المباراة بالاعتماد على انطلاقات فيرناندو توريس من جهة اليسار واستغلال مهاراته العالية في المراوغة والتسديد على المرمى، لكن الحارس الروسي ايغور أكينفييف تصدى لتسديدتين من توريس وديفيد فيا في الدقيقتين ( 7 و 14).
وقام آراغونيس، الذي فضل بدء اللقاء بدون النجم سيسك فبريغاس، بتغيير واضح في الشق الهجومي منذ الدقيقة (15) حيث اعتمد على التمريرات من الخلف إلى الأمام عن طريق اندريس انييستا وخافي هيرنانديز من وراء الدفاع الروسي الذي كان نقطة ضعف كبيرة في هذا الشوط إلى فيا وتوريس، كما قام آراغونيس بتأخير ديفيد فيا خلف توريس الساقط تماماً في داخل منطقة جزاء الروس، لاستغلال مهارات الأخير في المراوغة ونقل هجمات سريعة لفيا.
وبالفعل آتت هذه الخطة بثمارها، عندما تلقى توريس تمريره من خافي من وراء المدافعين انطلق بها داخل المنطقة ومررها لفيا القادم من الخلف الذي أودعها المرمى بسهولة في الدقيقة (17).
وكاد الروس أن يدركوا التعادل في الدقيقة (21) عندما سدد دينيار بيليالتدينوف كرة أرضية زاحفة وقف القائم الأيمن لكاسياس مانعاً لها.
وهدأت المباراة تماماً على عكس المتوقع خاصة من الروس الذين لم يقوموا بأي هجوم حقيقي على مرمى كاسياس بُغية تحقيق التعادل.
وبصورة طبق الأصل من الهدف الأول، قام انيستتا بفاصل من المراوغة في منتصف ملعب روسيا ومرر كرة من وراء المدافعين لفيا الذي أودعها بمهارة عالية من بين قدمي الحارس اكينفييف مُسجلاً الهدف الثاني للماتادور الإسباني في الدقيقة (45).
شوط الحكيم آراغونيس
في الشوط الثاني أثبت الحكيم العجوز لويس آراغونيس للصحافة الإسبانية حسن قيادته للمنتخب، رغم حملة الانتقادات الموجهة إليه لعدم ضم نجم ريال مدريد وقائدها راؤول غونزاليس، من خلال التغييرات التي قام بها سواء داخل الملعب أو تبديلات اللاعبين، فدفع بسيسك فابريغاس مكان توريس في الدقيقة (53) ، وسانت كازورلا مكان إنييستا (62).
بينما ارتكب هيدينك مدرب روسيا أكبر أخطائه في المباراة عندما بدأ الشوط بالاعتماد على الضغط الهجومي غير المنظم وتقدم خط دفاعه لمنتصف الملعب لدعم المهاجمين، مما أدى إلى خلق مساحات واسعة في منتصف ملعب الروس، صال وجال فيها ديفيد سيلفا وفيا وكازورلا، الذين أضاعوا 4 فرص محققة، تصدى الحارس الروسي اكينفييف لثلاث منها وخرجت الرابعة فوق العارضة .
ولم يتمكن الحارس الروسي من الصمود أكثر من ذلك، عندما مرر سيلفا كرة من منتصف الملعب للمنطلق من ناحية اليمين كازورلا الذي مررها بدورها عرضية أرضية لنجم المباراة ديفيد فيا الذي هيأها لنفسه ودخل منطقة الجزاء مراوغاً المدافع رومان شيركوف وسددها زاحفة على يمين اكينفييف داخل المرمى في الدقيقة (76) معلناً عن أول هاتريك في البطولة.
وهدأ المنتخب الإسباني وسط حالة من الاستهتار من لاعبيه بعد الاطمئنان على نتيجة المباراة، واستغل رومان بافليوتشنكو هذا الوضع وأحرز برأسه هدف روسيا الوحيد في الدقيقة (87) في سقف المرمى عجز كاسياس عن التصدي لها.
ولم تدم حالة النشاط الهجومي الروسي طويلاً عندما استغل فابريغاس الكرة التي سقطت من الحارس الروسي داخل المنطقة ووضعها برأسه داخل المرمى في الدقيقة (90) مُنهياً آمال الدب الروسي في تقليل فارق الأهداف، وهو هدف فيه شبهة تسلل واضحة.
فيا سعيد بالثلاثية
عقب المباراة، اعتبر مهاجم إسبانيا المتألق ديفيد فيا صاحب الأهداف الثلاثة أن منتخب بلاده حقق بداية رائعة في البطولة.
وقال فيا، مهاجم فالنسيا والمرشح للانتقال إلى أحد الأندية الأوروبية الكبيرة، "أنا سعيد على الصعيد الشخصي لتسجيلي 3 أهداف ومساهمتي في البداية الرائعة لمنتخب بلادي في البطولة".
وأضاف "كان من المهم أن نفوز في هذه المباراة، لكن يجب أن نتذكر بأنها فقط مباراتنا الأولى في البطولة".
أما آراغونيس مدرب إسبانيا فقال: "بالطبع أنا سعيد، لكني أعتقد بأننا كنا محظوظين بعض الشيء في الشوط الأول، لقد ضغط علينا المنتخب الروسي لكننا نجحنا في تسجيل الهدف الأول".
وأشاد آراغونيس بالمهاجم فيا بقوله: "دافيد لاعب رائع وزميله فرناندو توريس أيضاً وهما مكملان لبعضهما البعض".
فيما قال مدرب روسيا الهولندي غوس هيدينك "لقد تم اصطيادنا من خلال الهجمات المرتدة السريعة بسبب أخطاء شخصية. وهي أخطاء ساذجة للغاية، إنه درس قاس يجب أن نتعلم منه سريعاً".
aljazeerasport