طفلي قرية "بانجوس" الأخضرين
في عصر أحد أيام شهر أغسطس عام 1887، خرج طفلان يمسك كل منهما بيد الآخر من أحد الكهوف في المنطقة الصخرية القريبة من قرية "بانجوس" الإسبانية، و اتجها إلى حقل كان فيه الفلاحون يقومون بحصاد المحصول.
خرج الطفلان من الكهف يسودهما الخوف، و يتكلمان بلهجة غير معروفة، و يرتديان ملابس من مادة غير معروفة، و العجيب أن لوج جلدهما كان أخضر اللون. كان الفلاحون يستريحون من الغذاء عندما ظهر الثنائي، و كانا يبكيان بحرقة و يبدو عليهم الارتباك الشديد. أسرع الفلاحون نحوهما لا يصدقون أعينهم، فبدأ الطفلان في الهرب لتزايد خوفهما. بعد الإمساك بهما توجهوا بهم إلى منزل القاضي "ريكاردو دي كالنو" الذي حاول التحدث إليهما، أمسك يد الفتاة و دعكها جيدا فبقي اللون الأخضر على حاله، وضع أمامهما الطعام لكنهما لم يأكلا منه. كانت ملامحهما طبيعية و عادية إلا أنها كانت تميل إلى الشكل الزنجي و كانت العيون غائرة و لها شكل لوزي.
بقي الطفلان في بيت القاضي لمدة خمسة لم يأكلا شيئا، فظهر عليهما الضعف الشديد و لم ينجح القاضي في الوصول إلى نوع الطعام المقبول لديهما، إلا أن جاء الفلاحون من الحقل ببعض نبات الفاصوليا، و ما أن رأى الطفلان النبات حتى اندفعا نحوه و أقبلا عليه في نهم، لكنهما لم يكونا يفتحان قرون الفاصوليا لأكل الحبوب بل يأكلونها مباشرة بشراهة و سعادة شديدة، و منذ ذلك الوقت لم يقبلا أي نوع من الطعام سوى هذه الحبوب.
لكن فترة الصيام السابقة أضرت بصحة الصبي الذي مات بعد شهر و دفن في مقبرة القرية. أما بالنسبة للطفلة فقد أصيبت بحزن و اكتئاب شديدين بسبب موت الصبي و ظلت على هذا الحال لفترة طويلة، لكنها مع مرور الوقت بدأت تتأقلم مع الحياة في القرية، و كان القاضي يحاول و بشغف أن يعلمها اللغة الإسبانية حتى يستطيع أن يكشف ولو عن القليل من الغموض المحيط بهذه القصة العجيبة، و بعد فترة بدأت الفتاة بالفعل في تعلم اللغة الإسبانية، و أصبحت تتحدثها بشكل لا بأس به، و اعتقد القاضي أن الفرصة قد حانت ليعرف من الفتاة كل ما يتعلق بقصة ظهورها المفاجئ و لونها الغريب، إلا أنها قد ضاعفت من الغموض المحيط بقصة ظهورها مع الصبي الذي اتضح أنه شقيقها عندما ذكرت بأنها دخلت معه أحد الكهوف في عالمها، و هناك سمعا صوتا جميلا شبيها بالجرس يأتيمها من مسافة بعيدة داخل الكهف، فتتبعا هذا الصوت و لكنهما ضلا طريقهما في متاهات الكهف، إلى أن وجدا المخرج الذي أوصلهما إلى هذا المكان عندما فوجئا بدرجة الحرارة العالية و بالضوء المبهر المنبعث من الشمس.
كان هذا كل ما تعرفه الفتاة عن قصة وصولها إلى القرية، أما بالنسبة للمكان الذي جاءت منه، فقد ذكرت بأنها أتت من أرض جميع من يعيشون عليها لهم بشرة خضراء، و أن أرضهم لا يوجد فيها ذلك القرص الكبير المضيء(و تقصد بذلك الشمس)، و إنما يأتيهم الضوء من مصدر لا تعرفه، كما أنها ذكرت بأنهم يسمعون عن الشمس، إلا أنها غير موجودة عندهم، و إنما توجد في البلدان التي تقع خلف النهر، و عندما سألها القاضي عن اسم النهر، لم تعرف الإجابة، فلم تكن قد شاهدت هذا النهر في حياتها، و إنما سمعت عنه فقط. و لم تفلح محاولات القاضي أبدا في معرفة سر هذه الفتاة على الرغم من أنه استمر-و لمدة عام كامل- يحاول كشف الغموض المحيط بها و بشقيقها و يدون كل ما أجابت عنه، إلا أن جميع إجاباتها كانت مبهمة لم تزد الموضوع إلا غموضا.
و بعد خمس سنوات من ظهورها، توفيت الفتاة، و قام أهل القرية بدفنها قرب شقيقها، و ظلت هذه الحادثة الغريبة على لسان أهل القرية، إلى أن وصلت إلى المسئولين بعد مدة طويلة، و مع التطور الذي شهده العالم، و تم تشكيل فريق من الباحثين لزيارة الكهف عله يكشف سر هذين الصبيين، إلا أنهم و بعد بحث استمر فترة طويلة، لم يجدوا أي ثغرات في الكهف تقودهم إلى هذا العالم الذي أتى منه الطفلان، و مع ذلك فقد سجلوا الواقعة في
وثائق و سجلات رسمية.
و على الرغم من غرابة هذه القصة التي قد لا يصدقها البعض، إلا أنها قصة حقيقية تماما ذكرتها العديد من المراجع العلمية المعتمدة و السجلات الرسمية على الرغم من كل ما ينقصها من توضيح، فمن هما هذان الطفلان؟ و أين هو عالمهم، و من أين لهما بهذه البشرة الخضراء الغريبة؟ و كيف وصلا إلى تلك القرية؟ و لكن الأجوبة عن هذه الأسئلة كانت مستحيلة، خاصة بعد موت الفتاة. و مع الأسف لم يكن الطب الشرعي في ذلك الوقت
متطورا بما فيه الكفاية لفحص جثتها و معرفة خلايا جسمها، مما كان سيكشف الكثير من الأمور المتعلقة بهذا اللغز، كما أن المسئولين في الماضي كانوا يكتفون بتوثيق المعلومات الأساسية فقط من الوقائع، دون ذكر التفاصيل الدقيقة منها، و التي كانت ستساهم كثيرا دون شك في مساعدة العلماء في إيجاد تفسير لهذه الظاهرة التي تتحدى المنطق.
لقد خرجت إحدى النظريات التي تقول بأن هذين الطفلين قد أتيا من بعد آخر أو من كوكب آخر، إلا أنها تبقى مجرد نظريات و احتمالات لم يتم إثباتها حتى يومنا هذا.
بقيت الإشارة أن هناك حادثة مشابهة وقعت في إنجلترا و بالتحديد في قرية "وولبيت" سنة 1173، وفيها طفلان لهما نفس الصفات، إلا أن المعلومات حولهما و حول الطفلين السابقين تتداخلان بشدة في المراجع، و لكن طفلي "بانجوس" هما الأكثر شهرة، نظرا لكونها الظاهرة الأحدث.
مع تحيات The King Zaki
في عصر أحد أيام شهر أغسطس عام 1887، خرج طفلان يمسك كل منهما بيد الآخر من أحد الكهوف في المنطقة الصخرية القريبة من قرية "بانجوس" الإسبانية، و اتجها إلى حقل كان فيه الفلاحون يقومون بحصاد المحصول.
خرج الطفلان من الكهف يسودهما الخوف، و يتكلمان بلهجة غير معروفة، و يرتديان ملابس من مادة غير معروفة، و العجيب أن لوج جلدهما كان أخضر اللون. كان الفلاحون يستريحون من الغذاء عندما ظهر الثنائي، و كانا يبكيان بحرقة و يبدو عليهم الارتباك الشديد. أسرع الفلاحون نحوهما لا يصدقون أعينهم، فبدأ الطفلان في الهرب لتزايد خوفهما. بعد الإمساك بهما توجهوا بهم إلى منزل القاضي "ريكاردو دي كالنو" الذي حاول التحدث إليهما، أمسك يد الفتاة و دعكها جيدا فبقي اللون الأخضر على حاله، وضع أمامهما الطعام لكنهما لم يأكلا منه. كانت ملامحهما طبيعية و عادية إلا أنها كانت تميل إلى الشكل الزنجي و كانت العيون غائرة و لها شكل لوزي.
بقي الطفلان في بيت القاضي لمدة خمسة لم يأكلا شيئا، فظهر عليهما الضعف الشديد و لم ينجح القاضي في الوصول إلى نوع الطعام المقبول لديهما، إلا أن جاء الفلاحون من الحقل ببعض نبات الفاصوليا، و ما أن رأى الطفلان النبات حتى اندفعا نحوه و أقبلا عليه في نهم، لكنهما لم يكونا يفتحان قرون الفاصوليا لأكل الحبوب بل يأكلونها مباشرة بشراهة و سعادة شديدة، و منذ ذلك الوقت لم يقبلا أي نوع من الطعام سوى هذه الحبوب.
لكن فترة الصيام السابقة أضرت بصحة الصبي الذي مات بعد شهر و دفن في مقبرة القرية. أما بالنسبة للطفلة فقد أصيبت بحزن و اكتئاب شديدين بسبب موت الصبي و ظلت على هذا الحال لفترة طويلة، لكنها مع مرور الوقت بدأت تتأقلم مع الحياة في القرية، و كان القاضي يحاول و بشغف أن يعلمها اللغة الإسبانية حتى يستطيع أن يكشف ولو عن القليل من الغموض المحيط بهذه القصة العجيبة، و بعد فترة بدأت الفتاة بالفعل في تعلم اللغة الإسبانية، و أصبحت تتحدثها بشكل لا بأس به، و اعتقد القاضي أن الفرصة قد حانت ليعرف من الفتاة كل ما يتعلق بقصة ظهورها المفاجئ و لونها الغريب، إلا أنها قد ضاعفت من الغموض المحيط بقصة ظهورها مع الصبي الذي اتضح أنه شقيقها عندما ذكرت بأنها دخلت معه أحد الكهوف في عالمها، و هناك سمعا صوتا جميلا شبيها بالجرس يأتيمها من مسافة بعيدة داخل الكهف، فتتبعا هذا الصوت و لكنهما ضلا طريقهما في متاهات الكهف، إلى أن وجدا المخرج الذي أوصلهما إلى هذا المكان عندما فوجئا بدرجة الحرارة العالية و بالضوء المبهر المنبعث من الشمس.
كان هذا كل ما تعرفه الفتاة عن قصة وصولها إلى القرية، أما بالنسبة للمكان الذي جاءت منه، فقد ذكرت بأنها أتت من أرض جميع من يعيشون عليها لهم بشرة خضراء، و أن أرضهم لا يوجد فيها ذلك القرص الكبير المضيء(و تقصد بذلك الشمس)، و إنما يأتيهم الضوء من مصدر لا تعرفه، كما أنها ذكرت بأنهم يسمعون عن الشمس، إلا أنها غير موجودة عندهم، و إنما توجد في البلدان التي تقع خلف النهر، و عندما سألها القاضي عن اسم النهر، لم تعرف الإجابة، فلم تكن قد شاهدت هذا النهر في حياتها، و إنما سمعت عنه فقط. و لم تفلح محاولات القاضي أبدا في معرفة سر هذه الفتاة على الرغم من أنه استمر-و لمدة عام كامل- يحاول كشف الغموض المحيط بها و بشقيقها و يدون كل ما أجابت عنه، إلا أن جميع إجاباتها كانت مبهمة لم تزد الموضوع إلا غموضا.
و بعد خمس سنوات من ظهورها، توفيت الفتاة، و قام أهل القرية بدفنها قرب شقيقها، و ظلت هذه الحادثة الغريبة على لسان أهل القرية، إلى أن وصلت إلى المسئولين بعد مدة طويلة، و مع التطور الذي شهده العالم، و تم تشكيل فريق من الباحثين لزيارة الكهف عله يكشف سر هذين الصبيين، إلا أنهم و بعد بحث استمر فترة طويلة، لم يجدوا أي ثغرات في الكهف تقودهم إلى هذا العالم الذي أتى منه الطفلان، و مع ذلك فقد سجلوا الواقعة في
وثائق و سجلات رسمية.
و على الرغم من غرابة هذه القصة التي قد لا يصدقها البعض، إلا أنها قصة حقيقية تماما ذكرتها العديد من المراجع العلمية المعتمدة و السجلات الرسمية على الرغم من كل ما ينقصها من توضيح، فمن هما هذان الطفلان؟ و أين هو عالمهم، و من أين لهما بهذه البشرة الخضراء الغريبة؟ و كيف وصلا إلى تلك القرية؟ و لكن الأجوبة عن هذه الأسئلة كانت مستحيلة، خاصة بعد موت الفتاة. و مع الأسف لم يكن الطب الشرعي في ذلك الوقت
متطورا بما فيه الكفاية لفحص جثتها و معرفة خلايا جسمها، مما كان سيكشف الكثير من الأمور المتعلقة بهذا اللغز، كما أن المسئولين في الماضي كانوا يكتفون بتوثيق المعلومات الأساسية فقط من الوقائع، دون ذكر التفاصيل الدقيقة منها، و التي كانت ستساهم كثيرا دون شك في مساعدة العلماء في إيجاد تفسير لهذه الظاهرة التي تتحدى المنطق.
لقد خرجت إحدى النظريات التي تقول بأن هذين الطفلين قد أتيا من بعد آخر أو من كوكب آخر، إلا أنها تبقى مجرد نظريات و احتمالات لم يتم إثباتها حتى يومنا هذا.
بقيت الإشارة أن هناك حادثة مشابهة وقعت في إنجلترا و بالتحديد في قرية "وولبيت" سنة 1173، وفيها طفلان لهما نفس الصفات، إلا أن المعلومات حولهما و حول الطفلين السابقين تتداخلان بشدة في المراجع، و لكن طفلي "بانجوس" هما الأكثر شهرة، نظرا لكونها الظاهرة الأحدث.
مع تحيات The King Zaki