أتسمعون عن هذا الإسم ...."حارثة بن النعمان" احفظوه فعند ذكره تنزل الرحمة. إنه أنصاري خزرجي...
شهد بدرا والمشاهد; وكان دينا خيرا; برا بأمه. وبقي رضي الله عنه إلى خلافة معاوية .
سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن في الجنة
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت; من هذا قالو: حارثة بن النعمان.. كذاكم البر كذاكم البر وكان برا بأمه(1)
فهذه منقبة عظيمة والله يمن على من يشاء من عباده.
وهناك منقبة عظيمة أخرى لا ينالها إلا المقربون.
يروي لنا حارثة رضي الله عنه هذه المنقبة بنفسه فيقول: رأيت جبريل من الدهر مرتين: يوم الصورين (2) حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني قريضة; مر بنا في صورة دحية (3)
فأمرنا فأمرنا بلبس السلاح; ويوم موضع الجنائز حين رجعنا من حنين; مررت وهو يكلم النبي صلى الله عليه وسلم فلم أسلم. فقال جبريل: من هذا يا محمد قال: حارثة بن النعمان
فقال أما إنه من المئة الصابرة يوم حنين الذين تكفل الله بأرزاقهم في الجنة ولو سلم لرددنا عليه(4)
وروى بإسناد منقطع: أن حارثة كف _أي بصره_ فجعل خيطا من مصلاه إلى حجرته; ووضع عنده مكتلا فيه تمر وغيره; فكان إذا سلم مسكين أعطاه منه; ثم أخد على الخيط حتى يأتي إلى باب الحجرة; فيناول المسكين.
فيقول أهله: نحن نكفيك فيقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مناولة المسكين تقى ميتة السوء
توفي رضي الله عنه في خلافة سيدنا معاوية
(1) قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح
(2)الصورين موضع بالمدينة بالبقيع
(3) هو دحية الكلبي صحابي جليل جميل كان جبريل ينزل على صورته
(4) إسناده حسن أخرجه ابن سعد بدون سند وفي الباب عند الطبراني برقم (٣٢٢٥ ).وقال الهيثمي: إسناده حسن. المجمع (٣١٤.٩)