قطار المستقبل
صدق أو لاتصدق.. عام 2050 سيشهد صناعة قطارات تسبق الطائرات في سرعتها، هذا ما يؤكده العلماء العاكفون على اختراع أنماط خيالية من القطارات الامر ليس بغريب، فمن كان يصدق ان القطار الذي بدأ بعربات تجرها الخيول تسير على قضبان خشبية إلى عربات تجرها قاطرة بخارية سيتطور في النهاية لأنواع تسمى (الطلقة) أو (الرصاصة) سجلت سرعتها أرقاما خيالية وتقطع مئات الكيلومترات في دقائق!!.
لم يكن تطور السكك الحديدية من الاعمال السهلة، إذ كان من المفروض ان تتوحد النظريات المهمة الثلاث لإيجاد السكك الحديدية، النظرية الاولى هي (الطرق) وربما يبدو هذا الآن متوافرا وسهلا ولكنه لم يكن في الماضي بنفس السهولة فقد احتاج لجهد كبير وتفكير عميق، والنظرية الثانية هي العمل على تحريك آليات و(حافلات) مجتمعة على خطوط مستقيمة وهل من السهل ضم هذه الحافلات معا؟..
أما النظرية الثالثة فهي استعمال الطاقة القادرة على دفع هذه الحافلات مجتمعة على الخطوط.
خطوط متشابهة
وقد صنعت الطرق أو السكك الحديدية في البداية من الخشب ولم تستطع مقاومة الضغط الكبير الواقع عليها ولذلك كان لابد من تبديلها وكانت البداية فكرة طلي هذه الخطوط بالمعدن كطبقة مانعة فقط، بعد ذلك تم تبديلها كليا بالحديد والفولاذ ولذلك استغرق تطور السكك الحديدية وقتا طويلا، أول خط سكة حديد استعمل المعدن كطلاء للخطوط الخشبية في الولايات المتحدة كان يعرف باسم «شركة سكة حديد عزرانت» في ولاية «ما شوستش» وحوالي العام 1800 كانت هناك خطوط مشابهة للخطوط الحالية في الولايات المتحدة الامريكية.
أما فيما يتعلق بالطاقة القادرة على دفع الحافلات فقد استعملت الخيول كخطوة أولى في جر العربات على الخطوط.
وفي بريطانيا انزلت في سكك الحديد اول قاطرة بخارية تجر العربات المحملة على هذه الخطوط، وقد عمل المخترع البريطاني (جورج شيفنستون) على تحسين هذه القاطرة وبنى أول قاطرة حديدية عملية فيما بنيت أول قاطرة بخارية في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1820، من أشهر القطارات الاولية كانت القاطرة (توم ثامب) التي بناها (بيتر كوبر) من مدينة نيويورك.
وبدأت أول قاطرة لنقل الركاب عملها في عام 1830م وعند عودتها من الرحلة الاولى تصدت لها احدى عربات الخيل السريعة لنقل الركاب في سباق لمعرفة من ستكون الاسرع، وعند بدء السباق ابتدأت القاطرة في اختراق الطرقات وبتفوق ملموس على منافستها وبعد لحظات انزلقت احدى الاحزمة الجلدية عن المحرك وخسرت القاطرة البخارية السباق.
تحسينات كبيرة
منذ ذلك التاريخ وحتى الآن مازالت السكك الحديدية تتطور وبسرعة هائلة ويتم ادخال تحسينات جديدة عليها تشمل اجزاءها أو مراحلها الثلاث المعروفة (الخط ثم العربة ثم الطاقة المحركة)، وفي العاشر من أيار(مايو) عام 1889م اتصل شاطئ أمريكا الشرقي بالشاطئ الغربي بواسطة السكك الحديدية وقد بلغ طول هذه الخطوط حوالى 220 ألف ميل في الولايات المتحدة يسير عليها مليون عربة شحن و42 ألف قاطرة، حاليا سجلت سرعات القطارات أرقاما خيالية فقد يستقل شخص قطارا ليذهب إلى مدينة تبعد مسافة 392 كيلو مترا في 90 دقيقة فقط وهي سرعة تصل إلى أربعة أضعاف السرعة التى تسير بها السيارة، وإذا أخذنا في الاعتبار زمن الانتقال من وإلى القطار فإن القطار سيكون أسرع من ركوب الطائرة وهو أمر يتوقع ان تصل اليه سرعة القطارات في عام 2050م وليس هذا خيالا فقد صنعت اليابان مثل هذا القطار منذ ما يقرب من ثلاثين عاما وقد سمي بسبب سرعته ومظهره بالقطار (الطلقة) أو (الرصاصة) وقد بدأ هذا القطار رحلاته السريعة بين طوكيو واوزاكا عام 1965م.
سرعة آمنة
أثار نجاح القطارات اليابانية اتجاها عاما نحو القطارات عالية السرعة في العالم أجمع فقد افتتح في عام 1981 قطار السرعة العالية (T G T) في فرنسا ليسافر بين باريس وليون ويقوم اليابانيون الآن بصناعة قطارات تصل ما بين المدن وتتحرك فوق وسادات مغناطيسية. ولكن هل هذه القطارات عالية السرعة آمنة؟.. نعم فهي تسير بالكهرباء وليس بالوقود العادي، والطاقة الكهربية أقل ضررا بالبيئة، وكلما زاد عدد ركاب القطار قل احتياجهم إلى قيادة السيارات واختفى الزحام من الشوارع.
كما ان انخفاض كثافة المرور يعني حوادث أقل بين السيارات كما يعنى تلوثا اقل للهواء من عوادم السيارات مازالت قطارات السرعات العالية تحتفظ حتى الآن بسجلات طيبة جداً للامان، ففي المنظومة الفرنسية للقطارات عالية السرعة على سبيل المثال لم تسجل حالة إصابة أو وفاة واحدة حتى الآن.