أعقب نهاية سلالة اور الثالثة (2600ق.م) قيام عصر جديد في العراق عرف بالعصر البابلي القديم نسبة إلى مدينة بابل , و كون الأموريون قوام هذا العصر بعدما ظهروا قوة سياسية و بشرية قوية في وسط العراق و جنوبه. و الظاهر أن دور الأموريون الاجتماعي و تزايد أعدادهم بعد التحاق بقاياهم في الجزيرة العربية بهم كانا عاملين أساسيين وراء نجاحهم في تأسيس عصر جديد بعد أن عاشوا منذ الألف الثالث ق.م جزءاً من مجتمع العراق القديم إلى جانب السومريين و الأكديين , ظهر الأموريين أول الأمر سلالات متفرقة أبرزها سلالتا ايسن و لارسه.
أسس سلالة ايسن اشبي الأموري (2017-1985 ق.م) و بدأ حطمه بتأديب العيلامين في غربي إيران حالياً في معركة لم يفكروا بعدها بالاعتداء على العراق , و ازدهرت في عصر هذه السلالة الثقافة العراقية القديمة ( السومرية) و تطور التشريع الذي أظهر عناية خاصة باستخدام عناصر الإنتاج و أدواته و وسائله و رعاية الأسرة. كما ظهر لأول مرة دور سكان المدن من خلال مجالس الشعب مما يشير إلى تطور في شكل السلطة و جوهرها.
أما سلالة غارسا فقد أسسها الملك الأموري نبلاتم(2025-2005ق.م) و قد واجهت هي الأخرى الخطر العيلامي القادم من الشرق ثم ظهرت السلالة الثالثة في بابل على يد سومو -ايم (1894ق.م) الأموري زعيم إحدى القبائل الأمورية التي التحقت في عصر لاحق بأصولها الأمورية القديمة في العراق , و اتخذت بابل عاصمة لها. كما ظهرت مملكة أخرى عرفت بمملكة اشنونة التي قادت عدة مدن مثل تل حرمل و خفاجي و تلول الضباعي و شجالي و اسمر , و ازدهرت المعرفة في هذه المملكة كالعلوم و الرياضيات و كذلك القوانين خصوصاً تلك التي تتعلق بتحديد أسعار البضائع الأساسية إضافة إلى أمور المجتمع. و من بين هذه السلالات كان الازدهار السياسي م نصيب سلالة بابل الأولى التي اتجهت في عصر ملكها السادس حمورابي (1793-1751ق.م) إلى توحيد العراق في إطار سلطة مركزية واحدة و إخضاع الملوك المعاصرين كافة.
اتجه حمورابي إلى العناية بالنواحي الإدارية و الاجتماعية و الثقافية فاتبع نظاماً مركزياً في الإدارة ربط بموجبه حكام المناطق به و فصل في سلطاتهم بين السلطة الدينية و السلطة الدنيوية و حول وظائفهم إلى وظائف إدارية و اهتم بالبريد و سرعة وصوله بين العاصمة و المدن الأخرى و نظم المعابد و حدد صلاحيات الكهنة و ألغى محاكمهم و انشأ المدارس إضافة إلى دور العلم و المعرفة في المعابد و بدأت أول مرة حركة العناية بتراث العراق القديم و تدوينه و إعادة كتابة الملاحم السومرية.
و اهتم بالجيش و اتبع نظام التجنيد الإجباري و سن قانوناً موحداً للبلاد يبدو أنه اعتمد التشريعات القديمة و لكن برؤية عصره و يهدف إلى توحيد المجتمع و تعزيز هيمنة الدولة.
حمورابي سادس ملوك بابل ( 1792 ـ1750 ق . م)
تعرضت الدولة البابلية لأقوام غازية فقد واجهت في آن واحد ضعف الملوك الذين جاءوا بعد حمورابي و انقسام الدولة إلى مملكتين ضمت الأولى جنوبي العراق و الخليج و عرفت بمملكة القطر البحري أو سلالة بابل الثانية بقيادة ايلوم. و ثارت مدن لارسا و اور و الوركاء وواجهت الدولة البابلية أخطاراً خارجية تمثلت بالغزو الحثي و الغزو الكشي و الغزو الخوري و قد استولى الحثيون على بابل و لم يبقوا فيها طويلاً إذ سرعان ما تركوها للكشيين. كما غزا الخوريون منطقة كركوك و احتلوها زهاء قرن من الزمن. يتسم العصر البابلي بقوة السلطة المركزية و انفصالها عن المعبد حيث اختص الملك و معاونوه بشؤون المجتمع. و ظهرت مجالس المدن التي اختصت بالقضايا الكبرى إضافة إلى المشاركة في الحكم , و تطورت تنظيمات الجيش و كان الملك يرأس الجيش المؤلف من المجندين إضافة إلى الجيش الثابت. و تطورت مكانة المرأة فشاركت في الجيش و مارست التجارة و مختلف المدن الأخرى. و يتسم هذا العصر أيضاً بظهور القوانين موحدة و شاكلة و يعكس الحرص على بعطائها طابعاً مقدساً أهميتها في تنظيم المجتمع و سيادة العدل الاجتماعي في الدولة إضافة إلى نشوء النظام العام المعبر عن وحدة المجتمع.
و تتجلى قيمة العصر البابلي بعاصمته بابل ذات الموقع الوسط بين مراكز تجارية و زراعية متعددة. و اهتم البابليون بالري , و ازدهرت الثقافة و الأدب و الفنون, فإلى هذا العصر تعود أقدم نسخة من ملحمة كلكامش و قصة الطوفان و قصة الخليقة البابلية و تعطي منحوتات العصر فكرة عن النحت الذي اتسم بالواقعية.
أسس سلالة ايسن اشبي الأموري (2017-1985 ق.م) و بدأ حطمه بتأديب العيلامين في غربي إيران حالياً في معركة لم يفكروا بعدها بالاعتداء على العراق , و ازدهرت في عصر هذه السلالة الثقافة العراقية القديمة ( السومرية) و تطور التشريع الذي أظهر عناية خاصة باستخدام عناصر الإنتاج و أدواته و وسائله و رعاية الأسرة. كما ظهر لأول مرة دور سكان المدن من خلال مجالس الشعب مما يشير إلى تطور في شكل السلطة و جوهرها.
أما سلالة غارسا فقد أسسها الملك الأموري نبلاتم(2025-2005ق.م) و قد واجهت هي الأخرى الخطر العيلامي القادم من الشرق ثم ظهرت السلالة الثالثة في بابل على يد سومو -ايم (1894ق.م) الأموري زعيم إحدى القبائل الأمورية التي التحقت في عصر لاحق بأصولها الأمورية القديمة في العراق , و اتخذت بابل عاصمة لها. كما ظهرت مملكة أخرى عرفت بمملكة اشنونة التي قادت عدة مدن مثل تل حرمل و خفاجي و تلول الضباعي و شجالي و اسمر , و ازدهرت المعرفة في هذه المملكة كالعلوم و الرياضيات و كذلك القوانين خصوصاً تلك التي تتعلق بتحديد أسعار البضائع الأساسية إضافة إلى أمور المجتمع. و من بين هذه السلالات كان الازدهار السياسي م نصيب سلالة بابل الأولى التي اتجهت في عصر ملكها السادس حمورابي (1793-1751ق.م) إلى توحيد العراق في إطار سلطة مركزية واحدة و إخضاع الملوك المعاصرين كافة.
اتجه حمورابي إلى العناية بالنواحي الإدارية و الاجتماعية و الثقافية فاتبع نظاماً مركزياً في الإدارة ربط بموجبه حكام المناطق به و فصل في سلطاتهم بين السلطة الدينية و السلطة الدنيوية و حول وظائفهم إلى وظائف إدارية و اهتم بالبريد و سرعة وصوله بين العاصمة و المدن الأخرى و نظم المعابد و حدد صلاحيات الكهنة و ألغى محاكمهم و انشأ المدارس إضافة إلى دور العلم و المعرفة في المعابد و بدأت أول مرة حركة العناية بتراث العراق القديم و تدوينه و إعادة كتابة الملاحم السومرية.
و اهتم بالجيش و اتبع نظام التجنيد الإجباري و سن قانوناً موحداً للبلاد يبدو أنه اعتمد التشريعات القديمة و لكن برؤية عصره و يهدف إلى توحيد المجتمع و تعزيز هيمنة الدولة.
حمورابي سادس ملوك بابل ( 1792 ـ1750 ق . م)
تعرضت الدولة البابلية لأقوام غازية فقد واجهت في آن واحد ضعف الملوك الذين جاءوا بعد حمورابي و انقسام الدولة إلى مملكتين ضمت الأولى جنوبي العراق و الخليج و عرفت بمملكة القطر البحري أو سلالة بابل الثانية بقيادة ايلوم. و ثارت مدن لارسا و اور و الوركاء وواجهت الدولة البابلية أخطاراً خارجية تمثلت بالغزو الحثي و الغزو الكشي و الغزو الخوري و قد استولى الحثيون على بابل و لم يبقوا فيها طويلاً إذ سرعان ما تركوها للكشيين. كما غزا الخوريون منطقة كركوك و احتلوها زهاء قرن من الزمن. يتسم العصر البابلي بقوة السلطة المركزية و انفصالها عن المعبد حيث اختص الملك و معاونوه بشؤون المجتمع. و ظهرت مجالس المدن التي اختصت بالقضايا الكبرى إضافة إلى المشاركة في الحكم , و تطورت تنظيمات الجيش و كان الملك يرأس الجيش المؤلف من المجندين إضافة إلى الجيش الثابت. و تطورت مكانة المرأة فشاركت في الجيش و مارست التجارة و مختلف المدن الأخرى. و يتسم هذا العصر أيضاً بظهور القوانين موحدة و شاكلة و يعكس الحرص على بعطائها طابعاً مقدساً أهميتها في تنظيم المجتمع و سيادة العدل الاجتماعي في الدولة إضافة إلى نشوء النظام العام المعبر عن وحدة المجتمع.
و تتجلى قيمة العصر البابلي بعاصمته بابل ذات الموقع الوسط بين مراكز تجارية و زراعية متعددة. و اهتم البابليون بالري , و ازدهرت الثقافة و الأدب و الفنون, فإلى هذا العصر تعود أقدم نسخة من ملحمة كلكامش و قصة الطوفان و قصة الخليقة البابلية و تعطي منحوتات العصر فكرة عن النحت الذي اتسم بالواقعية.