الوفــــــــــــية الصـــــــــابرة
هى أم حكيم بنت الحارث بن هشام المخزومية ، وزوجة عكرمة بن أبى جهل أبن عمها .
أسلمت أم حكيم يوم الفتح ، أما زوجها عكرمة فولى هارباً من خشية المسلمين إلى اليمن ، فأستأذنت أم حكيم بنت الحارث رسول الله "صلى الله عليه وسلم أن تلحق بزوجها وتأتى به مسلماً بإذن الله ، فأذن لها "صلى الله عليه وسلم ، وعادت أم حكيم بزوجها "عكرمة " ليعلن توبته وإنسلاخه من الجاهلية والكفر ، ويدخل فى دين الإسلام ، وكانت رضى الله عنها تتمتع بعقل واع ثاقب متفتح ، وحكمة نادرة ، ويتبين لنا ذلك يوم أستشهد أخوها وأبوها وزوجها فى المعركة ، فلم تجزع ، ولم تحزن ، وكيف لها ذلك وهى تتمنى الشهادة لنفسها؟ تتمنى أن تفوز بالشهادة مثلما فازوا هم .
وبعد فترة من الوقت تزوجها خالد بن سعيد بن العاص "رضى الله عنهم جميعاً "
فلما أصبحا بعد زواجهما أولما لرهط سعيد بن العاص وليمة ، وماكاد ضيوفه يفرغون من طعامهم حتى نزلت بهم الروم من كل جانب فى قتال مرير ، وأحتدم القتال ، وأستشهد فى سبيل الله خالد بن سعيد بن العاص زوجها ، وقامت هى تحارب ، وأخذت عمود من الخيمة تقاتل به المشركين ، وقتلت منهم الكثير ماشاء الله ، وهكذا المؤمنات المقاتلات المجاهدات فى الله ، والصابرات فى الميدان ، الصابرات على البلاء .
فأم حكيم عرسها جهاد ، وصباح عرسها جهاد ، وهى رضى الله عنها أبنة أخت سيف الله المسلول والقائد الشجاع خالد بن الوليد رضى الله عنهم جميعاً وأرضاهم .
مجاهدة أبنة أخت مجاهد زوجة مجاهد أخت مجاهد ماشاء الله ولاحول ولا قوة إلا بالله .
رضى الله عن أم حكيم بنت الحارث المخزومية وأرضاها .