أثر القرآن في النفوس، يعرفه كل من جربه، وذاق حلاوته، وأحسن قراءته، فظهر ذلك راحة وطمأنينة في قلبه، ونورا في وجهه، بل أنه يؤثر في وظائف أعضاء الجسم كلّه.
أجرى بعض الأطباء بحثا عمليا، لمعرفة أثر القرآن، على وظائف أعضاء الجسم، وقياس هذا الأثر بأجهزة المراقبة الإلكترونية، المزودة بالكمبيوتر، وذلك في إحدى عيادات مدينة (بنما سيتي) بولاية فلوريدا الأمريكية.
تم هذا البحث على مرضى من جنسيات مختلفة، لبيان أثر القرآن عليهم، ومدى استجابتهم لأثره الشافي، أجريَ هذا البحث، تحت إشراف الدكتور أحمد القاضي، استُعمل هذا البحث أيضا، لقياس أي تغيّرات فسيولوجية، لعدد من الأصحاء، أثناء استماعهم للقرآن، وتم قياس أثر القرآن على عدد من المسلمين بعضهم يعرف اللغة العربية، وبعضهم لا يعرفها، وكذلك لعدد من غير المسلمين الذين يعرفون اللغة العربية، والذين لا يعرفونها.
الذين يجيدون اللغة العربية من المسلمين وغير المسلمين، استمعوا أولا لآيات من القرآن الكريم، ثم استمعوا لترجمة هذه الآيات بالإنجليزية، أكدت النتائج الأولية، أن هناك أثرا مهدئا في 97% من التجارب التي تم إجراؤها، ظهر هذا الأثر في صورة تغييرات فسيولوجية، تدل على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي، وأكدت أن أثر القرآن المهدئ يرجع إلى سببين، الأول: وَقع كلمات القرآن باللغة العربية على نفس المستمع، سواء فهمها أم لم يفهمها، وسواء كان مؤمنا أو غير مؤمن.
السبب الثني، هو معنى الآيات القرآنية، التي تمت قراءتها بالإنجليزية، حتى بدون الاستماع إلى الآيات القرآنية باللغة العربية، وقد تم عرض هذا البحث، في المؤتمر العالمي الثالث للطب الإسلامي، الذي انعقد في اسطنبول بتركيا، سنة 1984.
وأثر القرآن في نفس من يصغي إليه حتى لو كان كافرا، معروف منذ عصر النبوة، في بداية الدعوة، فقد تسلل ثلاثة من زعماء المشركين في ظلام الليل، كل منهم تسلل خلسة دون علم الآخرين، هؤلاء الثلاثة هم: أبو جهل، وأبو سفيان، ورجل اسمه الأخنس.
جلس الثلاثة بجوار بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، كي يستمعوا إليه وهو يقرأ في صلاته، كان كل منهم يتسلل سرا في الظلام حتى يأتي إلى جوار بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ظلوا يستمعون في أول ليلة، حتى فاجأهم مطلع الفجر! فنهض كل منهم مسرعا، فالتقوا في الطريق، لام كل منهم الآخر، واتفقوا ألا يفعلوا ذلك مرة ثانية، خشية أن يشعر الناس بهم، فيؤمنوا بالله ورسوله.
وفي الليلة الثانية، جاء كل منهم سرا، ظلوا يستمعون حتى فاجأهم الفجر، فنهض كل منهم مسرعا، فالتقوا في الطريق، وتكرر ذلك في الليلة الثالثة، فلما التقوا وهم في طريق عودتهم، تعاهدوا فيما بينهم، ألا يفعلوا ذلك مرة أخرى، وهذا يؤكد رغبة كل منهم في سماع القرآن الكريم، بل أنهم كانوا يشعرون بحلاوته، ولكن عنادهم منعهم من الإيمان بالله ورسوله.
هذا هو أثر القرآن على من يستمعونه ويصغون إليه، على مَن يُحسنون قراءته ويتدبرونه، فلماذا نحرم أنفسنا من هذا الأثر وهو بين أيدينا، لماذا نمشي حيارى و لا نهتدي بنوره، ينبغي أن نتعلم كيف نقرأه، ولا بد أن يكون ذلك على يد شيخ ذي دراية بعلم التجويد، وأن نحاول معرفة التفسير، كي يكون هاديا وشافيا لنا، قال رسول الله لى الله عليه وسلم: <<عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن>>.