salam alikom
إذا كنت تريد الدخول إلى عالم غرف المحادثة ... توقف قليلاً قبل أن تتوه هناك فلسكان هذا العالم لغة جديدة يجب عليك إجادتها كي يصبح بإمكانك الانتماء إليهم.
هي ليست اللغة العربية ولا الانكليزية وإنما مزيج من اللغتين تعرضت إلى النحت اللغوي فأصبح أسمها «الأرابيش» أي الجزء الأول من كلمة Arabic والجزء الأخير من كلمة English.
ويمكن ملاحظة هذه اللغة بكثرة في المنتديات الإلكترونية العربية وفي أسماء بعض المواقع العربية المكتوبة بحروف أجنبية. فعلى نسق العقبة التي كانت تعترض كتابة بعض أسماء العلم العربية التي تحتوي أحرفاً لا بديل منها باللغة الأجنبية مثل حرف الخاء الذي كان يكتب KH بالانجليزية أو الفرنسية، كانت لغة «الأرابيش» الحل المبتكر الذي يقوم على كتابة الأحرف العربية المنطوقة ودلالاتها الصوتية بأحرف وأرقام إنجليزية.
وكان هذا الحل الإلكتروني أذكى وأكثر ابتكاراً حيث استطاع إيجاد بدائل إنجليزية لكل الأحرف العربية دون استثناء، فحرف الحاء أصبح يرمز له بالرقم 7 لتقارب رسميهما وبدل القول مرحبا بحرف H بات يكتب بالرقم وصار من الممكن قول mar7aba أثناء المحادثة الإلكترونية فيفهم أنها «مرحبا» وبنطقها العربي. وكذلك هي الحال بالنسبة لحرف العين الذي يشبه رقم 3، فيمكن القول «ala3» بدل كلمة «على» ويسري الأمر على الهمزة التي تستبدل بالرقم 2، وحرف الطاء الذي يشبه الرقم 6 والصاد التي يستعاض عنها بالرقم 9 المشابه لها.
كما يعمد المتحدثون بـ«الأرابيش» إلى إضافة نقاط في أعلى هذه الأرقام لترمز إلى حرفي الضاد أو الظاء ولم يكن هذا الابتكار بالأمر السهل، لكن الحاجة دائماً أم الاختراع، فمن خلال الملاحظة الدقيقة توصل مستخدمو الإنترنت إلى اكتشاف التشابه بين رسم عدد من الأرقام الإنجليزية وبين شكل بعض الأحرف العربية التي لا يقابلها أحرف تشابهها بالنطق باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ما أوصلهم إلى ابتكار لغة عربية كاملة وبالأحرف الإنجليزية ولا يقتصر استخدام هذه اللغة المبتكرة على من يجهل اللغة الأجنبية، فقد لجأ مستخدمو الإنترنت العرب الذين يعيشون في دول أجنبية إلى هذه الوسيلة أيضاً للتعبير باللغة العربية عن أفكارهم ولكن بأحرف أجنبية.
وكانت هذه اللغة الهجينة هي الأسلوب المبتكر للتغلب على عقبات عدة واجهتهم مع بداية طفرة الإنترنت وأهمها كان عجز بعض برامج تصفح الإنترنت عن قراءة الحرف العربي. ولكن هذه اللغة الجديدة لم تقابل بالقبول من حماة اللغة العربية فقد اعتبرت دراسة مصرية أعدها المركز القومي لللبحوث الاجتماعية بالقاهرة أن لغة الأرابيش تشكل تهديدا لمصير اللغة العربية في الحياة اليومية وتلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام.
واعتبرت الدراسة أن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد على النظام الاجتماعي، لذلك ابتدعوا لونا جديداً من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم. لكن خبراء تربويين قالوا إن استعمال الشباب لغة خاصة بهم ليس تمردا وإنما نوع من الهروب من المجتمع، وعلى الكبار احترام لغتهم الجديدة وعدم الاستهزاء بها مادامت لا تتعارض مع الآداب العامة في المجتمع. وركزت الدراسة على شريحة عشوائية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما، ورصدت وجود تأثير للإنترنت على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات. وأوضحت أن طبيعة الإنترنت باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب. وفسر الباحثون لجوء الشباب إلى لغة حديثة موازية بوجود شعور بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد على النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيدا عن قيود الآباء، وأضاف «إنهم يؤلفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الآخرين»..
المصدر جريدة الوطن
إذا كنت تريد الدخول إلى عالم غرف المحادثة ... توقف قليلاً قبل أن تتوه هناك فلسكان هذا العالم لغة جديدة يجب عليك إجادتها كي يصبح بإمكانك الانتماء إليهم.
هي ليست اللغة العربية ولا الانكليزية وإنما مزيج من اللغتين تعرضت إلى النحت اللغوي فأصبح أسمها «الأرابيش» أي الجزء الأول من كلمة Arabic والجزء الأخير من كلمة English.
ويمكن ملاحظة هذه اللغة بكثرة في المنتديات الإلكترونية العربية وفي أسماء بعض المواقع العربية المكتوبة بحروف أجنبية. فعلى نسق العقبة التي كانت تعترض كتابة بعض أسماء العلم العربية التي تحتوي أحرفاً لا بديل منها باللغة الأجنبية مثل حرف الخاء الذي كان يكتب KH بالانجليزية أو الفرنسية، كانت لغة «الأرابيش» الحل المبتكر الذي يقوم على كتابة الأحرف العربية المنطوقة ودلالاتها الصوتية بأحرف وأرقام إنجليزية.
وكان هذا الحل الإلكتروني أذكى وأكثر ابتكاراً حيث استطاع إيجاد بدائل إنجليزية لكل الأحرف العربية دون استثناء، فحرف الحاء أصبح يرمز له بالرقم 7 لتقارب رسميهما وبدل القول مرحبا بحرف H بات يكتب بالرقم وصار من الممكن قول mar7aba أثناء المحادثة الإلكترونية فيفهم أنها «مرحبا» وبنطقها العربي. وكذلك هي الحال بالنسبة لحرف العين الذي يشبه رقم 3، فيمكن القول «ala3» بدل كلمة «على» ويسري الأمر على الهمزة التي تستبدل بالرقم 2، وحرف الطاء الذي يشبه الرقم 6 والصاد التي يستعاض عنها بالرقم 9 المشابه لها.
كما يعمد المتحدثون بـ«الأرابيش» إلى إضافة نقاط في أعلى هذه الأرقام لترمز إلى حرفي الضاد أو الظاء ولم يكن هذا الابتكار بالأمر السهل، لكن الحاجة دائماً أم الاختراع، فمن خلال الملاحظة الدقيقة توصل مستخدمو الإنترنت إلى اكتشاف التشابه بين رسم عدد من الأرقام الإنجليزية وبين شكل بعض الأحرف العربية التي لا يقابلها أحرف تشابهها بالنطق باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ما أوصلهم إلى ابتكار لغة عربية كاملة وبالأحرف الإنجليزية ولا يقتصر استخدام هذه اللغة المبتكرة على من يجهل اللغة الأجنبية، فقد لجأ مستخدمو الإنترنت العرب الذين يعيشون في دول أجنبية إلى هذه الوسيلة أيضاً للتعبير باللغة العربية عن أفكارهم ولكن بأحرف أجنبية.
وكانت هذه اللغة الهجينة هي الأسلوب المبتكر للتغلب على عقبات عدة واجهتهم مع بداية طفرة الإنترنت وأهمها كان عجز بعض برامج تصفح الإنترنت عن قراءة الحرف العربي. ولكن هذه اللغة الجديدة لم تقابل بالقبول من حماة اللغة العربية فقد اعتبرت دراسة مصرية أعدها المركز القومي لللبحوث الاجتماعية بالقاهرة أن لغة الأرابيش تشكل تهديدا لمصير اللغة العربية في الحياة اليومية وتلقي بظلال سلبية على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام.
واعتبرت الدراسة أن اختيار الشباب ثقافة ولغة خاصة بهم هو تمرد على النظام الاجتماعي، لذلك ابتدعوا لونا جديداً من الثقافة لا يستطيع أحد فك رموزها غيرهم. لكن خبراء تربويين قالوا إن استعمال الشباب لغة خاصة بهم ليس تمردا وإنما نوع من الهروب من المجتمع، وعلى الكبار احترام لغتهم الجديدة وعدم الاستهزاء بها مادامت لا تتعارض مع الآداب العامة في المجتمع. وركزت الدراسة على شريحة عشوائية من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاما، ورصدت وجود تأثير للإنترنت على مفردات اللغة المتداولة بين الشباب على مواقع الإنترنت والمدونات وغرف المحادثات. وأوضحت أن طبيعة الإنترنت باعتبارها وسيلة اتصال سريعة الإيقاع قد واكبتها محاولات لفرض عدد من المفردات السريعة والمختصرة للتعامل بين الشباب. وفسر الباحثون لجوء الشباب إلى لغة حديثة موازية بوجود شعور بالاغتراب لديهم يدفعهم للتمرد على النظام الاجتماعي وتكوين عالمهم الخاص بعيدا عن قيود الآباء، وأضاف «إنهم يؤلفون هذه اللغة كقناع في مواجهة الآخرين»..
المصدر جريدة الوطن