السلام عليكم
+هذا
الموضوع كتبته من احدى المجلات.
يا له من طفل مشاكس وكسول ،
يترك مدرسته وبيته ليهرب مع صديقه بقارب صغير عبر نهر الميسيسيبي إلى الفابات
المتناثرة حوله والكهوف المهجورة.
إنه توم سوير بطل إحدى روايات
الكاتب الأمريكي (مارك توين) الذي ولد عام 1835 وعاش طفولته في قربة صغيرة على
ضفاف المسيسيبي.
وأكد مارك توين لكل من قرأ
رواية توم سوير أن أكثر ما ورد فيها من مواقف ومغامرات مبني على أساس حقيقي وواقع
مر به هو نفسه، فقد ألف (مغامرات توم سوير) التي بين أيدينا ليسرد فيها من خلال
شخصية توم سوير حقيقة شقاوته وكبريائه وحبه للعب والمغامرة والحياة الحرة بعيدا عن
المجنمع وتقاليد (العمة بوللي)التي كان يعيش معها وبعيدا عن عظاتها المتكررة له.
حيث يجري خلالها كثير من
المواقف المضحكة التي لاتخلو من المقالب، فهذا صديقه (هاك) يقف خارجا تحت نافذته
مقلدا صوت القطة حتى يسمعه توم ويخرج من نافذته ويذهب معه دون علم عمته وفي أثناء
نومها..يذهبا ليصطادا السمك أو ليتسلقا الأشجار، ولكنه سينال عقابه طبعا عند عودته
ورؤية العمة له، رواية (توم سوير) من الروايات الرائعة في الأدب الأمريكي، و(مارك
توين) من أهم صانعي هذا الأدب معلنا إشارة البدء للكتابات الحقيقية الموجهة
للأطفال والكبار على حد سواء.. إنه كاتب جعل من الواقعية في الشخصيات واللغة شعارا
له،ومن أهم أعماله أيضا (مغامرات هوكلديري فين).
ومن الجدير بالذكر أن اسمه
الحقيقي هو (صموئيل لانجهورن كليمنز)،أما عن علاقته باسم (مارك توين) فجاءت مع
مجموعة رسائل فكاهية كتبها عن رحلاته النهرية القديمة وذيلها بذلك الاسم فارتبط به
وعرف من خلاله.
وقد أصدر (مارك توين) كتابه
الأول بعنوان (البريء في الخارج) يحكي عن رحلته إلى أوروبا وأرض فلسطين عام 1869،
وفي العام التالي تزوج واستقر في (كونكتكت) لمدة 17 عاما نشر خلالها أجمل أعماله،
ومنها (مغامرات توم سوير).
وقد توفي في عام 1910 تاركا
لنا بصمة واضحة في الأدب الأمريكي.