السلام عليكم..
في عصر الماديات و المصالح قلما نجد من يضحي بالغالي و النفيس من أجل اعلاء كلمة الله و الدفاع عن وطنه
عرف التاريخ العديد من الشهداء العظام رحمهم الله و لكننا اليوم نسلط الضوء على أمهات هؤلاء الشهداء
أمهات لسن كالأمهات ..بفرط حبهن لأولادهن دفعوهم الى الشهادة و الفوز برضى الله أدعوكم لقراءة هذا
الموضوع لخنساء فلسطين "أم نضال " تعرفوا عليها بأنفسكم أسأل الله أن يجازيها خير الجزاء
--------------------------------------------------------
فلاح الصفدي - اعتدال قنيطة
فلسطين – الجيل للصحافة
عندما تسمع عنها يخيل إليك أنها أتت من زمان غير زماننا، أو أن عاطفة الأمومة نُزعت من قلبها، وغُرس بدلا منها حب المقاومة والوطن، كيف بها تطلب من ابنها إيواء مطارَدين لجيش الاحتلال في بيتها رغم معرفتها أنها يمكن أن تفقد أولادها الستة لهذا السبب؟ وكيف تدفع بابنها "محمد" ليتسابق في نيل شرف مقاومة جيش الاحتلال، وتوصيه بالثبات حتى يلقى ربه شهيدا؟!
أثارت هذه التساؤلات فضولنا، فاتجهنا إلى أحد أحياء مدينة غزة وهو حي الشجاعية وبالتحديد منطقة التركمان "نسبة إلى تركمان الشجاع أحد قادة الحملة العثمانية". وفي بيت لفه التواضع وعلى ما يبدو لم ينته أهله من بنائه، استأْذَنَّا ودخلنا وانتظرنا في ساحة المنزل تحت شجرة التين وبجوارنا على الشمال كانت شجرة ليمون، وذلك حتى يُسمح لنا بلقاء والدة الشهيد محمد فرحات التي لم تفارقها النسوة، وعندما دخلنا المنزل من الداخل احتار أهله أين نجلس؟ فقد أخلوا المنزل من كل أثاثه؛ لأنهم كانوا يتوقعون أن تقوم قوات الاحتلال بالتوغل في الحي بهدف هدم المنزل، كان ذلك ظهر اليوم الثاني من استشهاده السبت 9-3-2002 التقينا بالفعل مع السيدة "أم نضال فرحات" والدة الشهيد "محمد" والمطارَد "نضال" والمعتقل "وسام" –رغم المرض الذي ألمّ بها- لتضرب لنا أروع مثل في صور جهاد المرأة الفلسطينية التي تدفع أولادها ثمنا لتحرير الوطن.
استقبلتنا "أم نضال" في غرفة الجلوس التي أفرغت من كافة محتوياتها استعدادا للقصف على يد جيش الاحتلال؛ انتقاما من قبل قوات الاحتلال بسبب حجم الخسائر التي حلت بهم من العملية البطولية التي نفذها ابنها محمد –ابن التسعة عشر ربيعا- في مستوطنة غوش قطيف في يوم 7-3-2002، وفي تمام الساعة الحادية عشرة والربع مساء، وهي العملية التي أدت إلى مقتل أحد عشر جنديا إسرائيليا وإصابة أكثر من سبعة عشر آخرين بجراح.
وفي لحظة دخولنا للمنزل كانت السيدة -أم نضال في العقد الخامس من العمر ويبدو عليها أنها نالت قسطا لا بأس به من العلم- تتابع مع زائراتها مشاهد وداعها ابنها محمد على شاشة التلفاز، حيث كانت تحضنه وتقبله بحنان قبل أن يفارقها وهي تعلم علم اليقين أنه لن يعود إليها وسيغيب عنها إلى الأبد. خيّم الهدوء على الجميع وكأن على رؤوسهن الطير، يحاولن أن يمسحن دموعهن التي كانت تذرف على استحياء وخجل من أم نضال التي كانت تبدو أكثر صبرا وجلدا منهن، حتى إنها كانت تبتسم وهي تواسي من جاء لمواساتها.
لقد سجلت فرحات أروع الصور لجهاد المرأة الفلسطينية، وضربت مثلا بدفعها ابنها محمد للمشاركة في اقتحام مستوطنة صهيونية وقتل العشرات من مستوطنيها رغم صغر سنه، بعد أن نمّت الجرأة في قلبه وهي تقول له: "أريدك أن تقاتل بالسلاح لا بالحجر"؛ لذلك سرعان ما فكر في البحث عن عمل ليدخر منه ثمن السلاح الذي لا تستطيع هذه الأسرة أن توفره لولدها. حثته أمه على العمل والكد حتى يستطيع أن يمتلك السلاح، ويحافظ عليه لأنه عرف مدى صعوبة الحصول عليه. وتضيف أم نضال: "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا يمكن أن يسير في طريق الجهاد".
ليس ذلك فحسب، يا لها من امرأة صلبة قوية ملكت زمام الأمور وجوامع الكلم، عندما سألناها ألم تترددي ولو قليلا؟ ابتسمت وقالت: كيف أمنع الخير عن ابني؟ لقد علمته من البداية أن يكون صادقا معي ولا يخفى عني سر جهاده حتى أشجعه وأقويه، ومع حلول شهر رمضان بشرني بالتحاقه بكتائب القسام وأنه يستعد لخوض عملية استشهادية قريبا.
وتضيف بقلب صابر محتسب: "لا أنكر أني جزعت في البداية لأنني أيقنت أني أعد الأيام الأخيرة لولدي الحبيب، ولكن ما كان يزيد من فزعي أن يفشل في المعركة أو أن يتم القبض عليه قبل أن ينفذها كما حدث مع أخيه وسام الذي اعتقل قبل عشر سنوات، عندما كان يسعى لتنفيذ عملية استشهادية في مدينة بئر السبع عام 1993 فدعوت الله أن يقبله عنده شهيدا بعد أن يشفي صدور قوم مؤمنين".
في عصر الماديات و المصالح قلما نجد من يضحي بالغالي و النفيس من أجل اعلاء كلمة الله و الدفاع عن وطنه
عرف التاريخ العديد من الشهداء العظام رحمهم الله و لكننا اليوم نسلط الضوء على أمهات هؤلاء الشهداء
أمهات لسن كالأمهات ..بفرط حبهن لأولادهن دفعوهم الى الشهادة و الفوز برضى الله أدعوكم لقراءة هذا
الموضوع لخنساء فلسطين "أم نضال " تعرفوا عليها بأنفسكم أسأل الله أن يجازيها خير الجزاء
--------------------------------------------------------
فلاح الصفدي - اعتدال قنيطة
فلسطين – الجيل للصحافة
عندما تسمع عنها يخيل إليك أنها أتت من زمان غير زماننا، أو أن عاطفة الأمومة نُزعت من قلبها، وغُرس بدلا منها حب المقاومة والوطن، كيف بها تطلب من ابنها إيواء مطارَدين لجيش الاحتلال في بيتها رغم معرفتها أنها يمكن أن تفقد أولادها الستة لهذا السبب؟ وكيف تدفع بابنها "محمد" ليتسابق في نيل شرف مقاومة جيش الاحتلال، وتوصيه بالثبات حتى يلقى ربه شهيدا؟!
أثارت هذه التساؤلات فضولنا، فاتجهنا إلى أحد أحياء مدينة غزة وهو حي الشجاعية وبالتحديد منطقة التركمان "نسبة إلى تركمان الشجاع أحد قادة الحملة العثمانية". وفي بيت لفه التواضع وعلى ما يبدو لم ينته أهله من بنائه، استأْذَنَّا ودخلنا وانتظرنا في ساحة المنزل تحت شجرة التين وبجوارنا على الشمال كانت شجرة ليمون، وذلك حتى يُسمح لنا بلقاء والدة الشهيد محمد فرحات التي لم تفارقها النسوة، وعندما دخلنا المنزل من الداخل احتار أهله أين نجلس؟ فقد أخلوا المنزل من كل أثاثه؛ لأنهم كانوا يتوقعون أن تقوم قوات الاحتلال بالتوغل في الحي بهدف هدم المنزل، كان ذلك ظهر اليوم الثاني من استشهاده السبت 9-3-2002 التقينا بالفعل مع السيدة "أم نضال فرحات" والدة الشهيد "محمد" والمطارَد "نضال" والمعتقل "وسام" –رغم المرض الذي ألمّ بها- لتضرب لنا أروع مثل في صور جهاد المرأة الفلسطينية التي تدفع أولادها ثمنا لتحرير الوطن.
وداع الحبيب
استقبلتنا "أم نضال" في غرفة الجلوس التي أفرغت من كافة محتوياتها استعدادا للقصف على يد جيش الاحتلال؛ انتقاما من قبل قوات الاحتلال بسبب حجم الخسائر التي حلت بهم من العملية البطولية التي نفذها ابنها محمد –ابن التسعة عشر ربيعا- في مستوطنة غوش قطيف في يوم 7-3-2002، وفي تمام الساعة الحادية عشرة والربع مساء، وهي العملية التي أدت إلى مقتل أحد عشر جنديا إسرائيليا وإصابة أكثر من سبعة عشر آخرين بجراح.
وفي لحظة دخولنا للمنزل كانت السيدة -أم نضال في العقد الخامس من العمر ويبدو عليها أنها نالت قسطا لا بأس به من العلم- تتابع مع زائراتها مشاهد وداعها ابنها محمد على شاشة التلفاز، حيث كانت تحضنه وتقبله بحنان قبل أن يفارقها وهي تعلم علم اليقين أنه لن يعود إليها وسيغيب عنها إلى الأبد. خيّم الهدوء على الجميع وكأن على رؤوسهن الطير، يحاولن أن يمسحن دموعهن التي كانت تذرف على استحياء وخجل من أم نضال التي كانت تبدو أكثر صبرا وجلدا منهن، حتى إنها كانت تبتسم وهي تواسي من جاء لمواساتها.
قاوم ولا تفزع
لقد سجلت فرحات أروع الصور لجهاد المرأة الفلسطينية، وضربت مثلا بدفعها ابنها محمد للمشاركة في اقتحام مستوطنة صهيونية وقتل العشرات من مستوطنيها رغم صغر سنه، بعد أن نمّت الجرأة في قلبه وهي تقول له: "أريدك أن تقاتل بالسلاح لا بالحجر"؛ لذلك سرعان ما فكر في البحث عن عمل ليدخر منه ثمن السلاح الذي لا تستطيع هذه الأسرة أن توفره لولدها. حثته أمه على العمل والكد حتى يستطيع أن يمتلك السلاح، ويحافظ عليه لأنه عرف مدى صعوبة الحصول عليه. وتضيف أم نضال: "كان من أجمل أيام حياتي عندما امتلك محمد السلاح فأحضره لي ليسعد قلبي به، ويؤكد لي أنه أصبح رجلا يمكن أن يسير في طريق الجهاد".
ليس ذلك فحسب، يا لها من امرأة صلبة قوية ملكت زمام الأمور وجوامع الكلم، عندما سألناها ألم تترددي ولو قليلا؟ ابتسمت وقالت: كيف أمنع الخير عن ابني؟ لقد علمته من البداية أن يكون صادقا معي ولا يخفى عني سر جهاده حتى أشجعه وأقويه، ومع حلول شهر رمضان بشرني بالتحاقه بكتائب القسام وأنه يستعد لخوض عملية استشهادية قريبا.
وتضيف بقلب صابر محتسب: "لا أنكر أني جزعت في البداية لأنني أيقنت أني أعد الأيام الأخيرة لولدي الحبيب، ولكن ما كان يزيد من فزعي أن يفشل في المعركة أو أن يتم القبض عليه قبل أن ينفذها كما حدث مع أخيه وسام الذي اعتقل قبل عشر سنوات، عندما كان يسعى لتنفيذ عملية استشهادية في مدينة بئر السبع عام 1993 فدعوت الله أن يقبله عنده شهيدا بعد أن يشفي صدور قوم مؤمنين".
عدل سابقا من قبل noumidia في الإثنين 24 مارس 2008, 14:11 عدل 2 مرات