تَأَمُّلات
قلبي لعِزِّكَ يخـشَــــــــعُ
وَلَك الجوارحُ تَخضَـــــــــعُ
يا مَن وَعَتْــــهُ مَسامِعي
في كلِّ صَوْتٍ يُسْمَـــــعُ
يا مَنْ رأَتْـــــــــهُ بَصيرتي
في كلِّ نُورٍ يَسْطـــــــــعُ
في الشمْسِ إمّا أَشرَقتْ
والبدرِ إمّـــــــــــــــا يَطْلَعُ
في كلِّ وَجْــــــــهٍ مُـشْرقٍ
نَضِرٍ تَجَـلّى المُبْـــــــــدِعُ
في الزَهرِ يَبْسِم للنَــدى وأَريجُـــــــــــــهُ يَتَضــــوَّعُ
في كلِّ غُـصْنٍ مُزْهِـــــــــرٍ
فوق الرُبا يَتَرَعْـــــــــــــــرعُ
في الطَيرِ يَغْدو جائـعــــاً
ويَروحُ إمّـا يَشْبَـــــــــــعُ
فَتَراهُ يَشْدو داعيـــــــــــاً
فوق الغُصونِ يُرَجِّــــــــــعُ
كلٌّ دَرى تَسْبيحَــــــــــــهُ
ولِربِّــــــــــــــــــــهِ يَتَضَرَّعُ
* * *
يا رَبُّ هـــــــذي الكَهْرُباءُ
..فمَنْ تُراهُ المَـنْـبَــــــعُ؟
ما سِرُّ أَمواجِ الأَثيـــــــرِ ؟
..وكيف صارتْ تُسْمَــــــعُ
ما المَغْنَطيسُ ، إلهَـنـــــا؟
أَنّى يَشُدُّ ويَدفَـــــــــــــعُ؟
والنَفسُ ، ما هو كُنْهُهـــا؟
أَنّى تُحِبُّ وتَجْــــــــــــزَعُ؟
والرُوحُ ، عندَك سِرُّهـــــــا
أَنّى تَمـــــــــــــوتُ وتُصرَعُ
وتُسَرُّ في أَسفـارِهـــــــا
في الحُلمِ أو تَتَوجَّــــــــعُ
والقلبُ ، هــذا عــــاشقٌ
دَنِفٌ ، وهــــــــــذا مُوجَعُ
والنَبْضُ مَبْــــــــــــدأُ أَمْرِهِ
أَنّى ... وأَنّى يُقْطَــــــــعُ؟
وحَقيقـــــةُ الأَنفاسِ ، مَنْ
يُعْطي الحيـــــــــاةَ ويَمنَعُ
والعينُ أَنّى أَبْصَـــــــرَتْ ؟!
وعَلامَ ، ربّي ، تَدْمـــــــعُ؟
أَنّى تَشُمُّ أُنوفُـنــــــــــــا؟
والأُذْنُ كيف تَسَمَّــــــــعُ؟
والطَعْــــــــمُ ،كيف يَميزُهُ
هذا اللّسانُ المُبْـــــــدِعُ؟
والعَقْلُ ؛ أَعْجَبُ خُلقَـــــةٍ
في الكونِ ، جــلَّ المُودِعُ
يا رَبِّ كونُكَ واســــــــــعٌ
لكنَّ عِلْمَــكَ أَوْسَــــــــعُ
أَيْقَنْتُ أَنَّكَ قـــــــــــــادرٌ
وإلى عُـــلاكَ المَرْجِــــعُ
* * *
يا رَبُّ ما هــــذي النُجومُ
..السـابحاتُ إلى أجَـــلْ؟
يا رَبِّ ما تَعدادُهـــــــــــا؟
حَيَّرْتَ فيها مَن عَقَــــــلْ
كم في المَجَرَّةِ أَنْجُــــــمٌ
عِقْدُ الجَمَـالِ بِها اكْتمَـــلْ
يا رَبِّ ما أَبْعـــــــــــــــادُهُ
هذا الفَـضــاءُ ، وكم حَمَلْ
كم زَيَّنَتْــــــــــهُ كواكبٌ ؟
كم في الكواكبِ مِن جَدَلْ
كلٌّ جَرَى بِمَـــــــــــــدارِهِ
مُذْ كان فيـــــــه ولم يَزَلْ
وَقَّدْتَهــــــــــــــــا فَتَلأْلأَتْ
في الليلِ ، أَبْهَرَتِ المُقَلْ
هذا تَغَنّى بالسُهــــــــــا
وسِواهُ أَذْهَلــــــــــهُ زُحَلْ
كم ضَلَّ فِكِّيرٌ بهـــــــــــــا
فدَعا بِها ولهــــــــا ابْتَهلْ
عُبِدَتْ وأَنتَ بَديعُهــــــــــا
جلَّ الإلهُ بمـــــــــــا فَعَلْ
* * *
مَولايَ أَلْهَمْتَ الكَنــــــــارْ
والحُوتَ في قاعِ البِحــــارْ
وأَجَبْتَ كلاًّ بالـــــــــــذي
يدعوكَ من حيثُ اسْتجـــارْ
كم من بِحارٍ ماؤهــــــــــا
مِلحٌ وحُــلْــوٌ في جِـــــوارْ
وسَمِعْتَ في أحشائهــــا
شكوى الصِغارِ من الكبـارْ
أَبصرْتَ في ظُلُمَاتِهــــــــا
فالليلُ عندَك كالنَهـــــــارْ
ورَعَيْتَ فيها أَنفُســـــــــاً
عَدَّ الرمالِ من القِفــــــارْ
أَبْدعْتَ أَلواناً بهــــــــــــــا
تفكيرُ أَهـلِ الفِكرِ حـــــارْ
لم يُحْصِهــــــــــــا إلاكَ يا
مَن علمُهُ ، أحْصى الغُبارْ
* * *
والنحْلُ قد عَلَّمْتَـــــــــــهُ
جَنى الرحيقِ من الزُهورْ
والنَمْلُ أَنْتَ رَفَـــدْتَــــــــهُ
بالرِزْقِ في عُمْقِ الجُحورْ
سِيّانِ عنـــــــدكَ رِزْقُـهـا
رَبّي ، وأَرْزاقُ النُـســـورْ
هذي الخَـــلائـقُ بَعْضُها
يَبْغي على بَعْضٍ يَجــورْ
لكن بِعِلْمِــكَ دونمــــــــا
شَـكٍّ فأنتَ بِهــــــا بَصيرْ
ما سِرُّ هـــــــذا ، رَبَّنا ؟
أَنَّى وأَنتَ لهــــا النَصيرْ
قــد حُيِّرتْ أَلْبابُنــــــــــا
في ذلِكَ السِرِّ الخَطيــرْ
ضَلَّتْ عُقُولُ ذوي النُهى
أَنتَ العَليمُ بِنــــا الخَبيرْ
رُوحٌ عــــــلى روحٍ بَغَتْ !
هــــــــذا لَعَمْري ما يُثيرْ
مَوْلايَ أَمْرُ ك بالــــــــــغٌ
أَنْتَ المُهَيْمِنُ والقَــــديرْ
يا رَبِّ حِكْمَـتَـــــك الّـتي
أَوْدَعْتَهـا طَيَّ الصُـــــدورْ
وامْنٌنْ علينـــــــا بالهُدى
واغْفِرْ لنـــــا يومَ النُشورْ
* * * * *
قلبي لعِزِّكَ يخـشَــــــــعُ
وَلَك الجوارحُ تَخضَـــــــــعُ
يا مَن وَعَتْــــهُ مَسامِعي
في كلِّ صَوْتٍ يُسْمَـــــعُ
يا مَنْ رأَتْـــــــــهُ بَصيرتي
في كلِّ نُورٍ يَسْطـــــــــعُ
في الشمْسِ إمّا أَشرَقتْ
والبدرِ إمّـــــــــــــــا يَطْلَعُ
في كلِّ وَجْــــــــهٍ مُـشْرقٍ
نَضِرٍ تَجَـلّى المُبْـــــــــدِعُ
في الزَهرِ يَبْسِم للنَــدى وأَريجُـــــــــــــهُ يَتَضــــوَّعُ
في كلِّ غُـصْنٍ مُزْهِـــــــــرٍ
فوق الرُبا يَتَرَعْـــــــــــــــرعُ
في الطَيرِ يَغْدو جائـعــــاً
ويَروحُ إمّـا يَشْبَـــــــــــعُ
فَتَراهُ يَشْدو داعيـــــــــــاً
فوق الغُصونِ يُرَجِّــــــــــعُ
كلٌّ دَرى تَسْبيحَــــــــــــهُ
ولِربِّــــــــــــــــــــهِ يَتَضَرَّعُ
* * *
يا رَبُّ هـــــــذي الكَهْرُباءُ
..فمَنْ تُراهُ المَـنْـبَــــــعُ؟
ما سِرُّ أَمواجِ الأَثيـــــــرِ ؟
..وكيف صارتْ تُسْمَــــــعُ
ما المَغْنَطيسُ ، إلهَـنـــــا؟
أَنّى يَشُدُّ ويَدفَـــــــــــــعُ؟
والنَفسُ ، ما هو كُنْهُهـــا؟
أَنّى تُحِبُّ وتَجْــــــــــــزَعُ؟
والرُوحُ ، عندَك سِرُّهـــــــا
أَنّى تَمـــــــــــــوتُ وتُصرَعُ
وتُسَرُّ في أَسفـارِهـــــــا
في الحُلمِ أو تَتَوجَّــــــــعُ
والقلبُ ، هــذا عــــاشقٌ
دَنِفٌ ، وهــــــــــذا مُوجَعُ
والنَبْضُ مَبْــــــــــــدأُ أَمْرِهِ
أَنّى ... وأَنّى يُقْطَــــــــعُ؟
وحَقيقـــــةُ الأَنفاسِ ، مَنْ
يُعْطي الحيـــــــــاةَ ويَمنَعُ
والعينُ أَنّى أَبْصَـــــــرَتْ ؟!
وعَلامَ ، ربّي ، تَدْمـــــــعُ؟
أَنّى تَشُمُّ أُنوفُـنــــــــــــا؟
والأُذْنُ كيف تَسَمَّــــــــعُ؟
والطَعْــــــــمُ ،كيف يَميزُهُ
هذا اللّسانُ المُبْـــــــدِعُ؟
والعَقْلُ ؛ أَعْجَبُ خُلقَـــــةٍ
في الكونِ ، جــلَّ المُودِعُ
يا رَبِّ كونُكَ واســــــــــعٌ
لكنَّ عِلْمَــكَ أَوْسَــــــــعُ
أَيْقَنْتُ أَنَّكَ قـــــــــــــادرٌ
وإلى عُـــلاكَ المَرْجِــــعُ
* * *
يا رَبُّ ما هــــذي النُجومُ
..السـابحاتُ إلى أجَـــلْ؟
يا رَبِّ ما تَعدادُهـــــــــــا؟
حَيَّرْتَ فيها مَن عَقَــــــلْ
كم في المَجَرَّةِ أَنْجُــــــمٌ
عِقْدُ الجَمَـالِ بِها اكْتمَـــلْ
يا رَبِّ ما أَبْعـــــــــــــــادُهُ
هذا الفَـضــاءُ ، وكم حَمَلْ
كم زَيَّنَتْــــــــــهُ كواكبٌ ؟
كم في الكواكبِ مِن جَدَلْ
كلٌّ جَرَى بِمَـــــــــــــدارِهِ
مُذْ كان فيـــــــه ولم يَزَلْ
وَقَّدْتَهــــــــــــــــا فَتَلأْلأَتْ
في الليلِ ، أَبْهَرَتِ المُقَلْ
هذا تَغَنّى بالسُهــــــــــا
وسِواهُ أَذْهَلــــــــــهُ زُحَلْ
كم ضَلَّ فِكِّيرٌ بهـــــــــــــا
فدَعا بِها ولهــــــــا ابْتَهلْ
عُبِدَتْ وأَنتَ بَديعُهــــــــــا
جلَّ الإلهُ بمـــــــــــا فَعَلْ
* * *
مَولايَ أَلْهَمْتَ الكَنــــــــارْ
والحُوتَ في قاعِ البِحــــارْ
وأَجَبْتَ كلاًّ بالـــــــــــذي
يدعوكَ من حيثُ اسْتجـــارْ
كم من بِحارٍ ماؤهــــــــــا
مِلحٌ وحُــلْــوٌ في جِـــــوارْ
وسَمِعْتَ في أحشائهــــا
شكوى الصِغارِ من الكبـارْ
أَبصرْتَ في ظُلُمَاتِهــــــــا
فالليلُ عندَك كالنَهـــــــارْ
ورَعَيْتَ فيها أَنفُســـــــــاً
عَدَّ الرمالِ من القِفــــــارْ
أَبْدعْتَ أَلواناً بهــــــــــــــا
تفكيرُ أَهـلِ الفِكرِ حـــــارْ
لم يُحْصِهــــــــــــا إلاكَ يا
مَن علمُهُ ، أحْصى الغُبارْ
* * *
والنحْلُ قد عَلَّمْتَـــــــــــهُ
جَنى الرحيقِ من الزُهورْ
والنَمْلُ أَنْتَ رَفَـــدْتَــــــــهُ
بالرِزْقِ في عُمْقِ الجُحورْ
سِيّانِ عنـــــــدكَ رِزْقُـهـا
رَبّي ، وأَرْزاقُ النُـســـورْ
هذي الخَـــلائـقُ بَعْضُها
يَبْغي على بَعْضٍ يَجــورْ
لكن بِعِلْمِــكَ دونمــــــــا
شَـكٍّ فأنتَ بِهــــــا بَصيرْ
ما سِرُّ هـــــــذا ، رَبَّنا ؟
أَنَّى وأَنتَ لهــــا النَصيرْ
قــد حُيِّرتْ أَلْبابُنــــــــــا
في ذلِكَ السِرِّ الخَطيــرْ
ضَلَّتْ عُقُولُ ذوي النُهى
أَنتَ العَليمُ بِنــــا الخَبيرْ
رُوحٌ عــــــلى روحٍ بَغَتْ !
هــــــــذا لَعَمْري ما يُثيرْ
مَوْلايَ أَمْرُ ك بالــــــــــغٌ
أَنْتَ المُهَيْمِنُ والقَــــديرْ
يا رَبِّ حِكْمَـتَـــــك الّـتي
أَوْدَعْتَهـا طَيَّ الصُـــــدورْ
وامْنٌنْ علينـــــــا بالهُدى
واغْفِرْ لنـــــا يومَ النُشورْ
* * * * *