كان قتادة رضي الله عنه يبحث عن فجر يضيء أرجاء الكون بنور التوحيد والإيمان بعد أن أصبحت الأرض كلها قد امتلأت بظلام الشرك والبغي والعدوان.
وكان قتادة يشعر في قرارة نفسه أن للكون إلها عظيما، وأن هذا الليل لن يطول فإن أشد لحظات الليل سوادا هي بداية طلوع فجر يوم جديد.
وشاء الحق – جل جلاله – أن يسطع نور الفجر على الكون كله لينير قلوب البشر بأنوار التوحيد والإيمان.
ويسمع قتادة ببعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وما إن لامس الإيمان شغاف قلبه حتى جعل حياته كلها وقفا لله – جل وعلا- ولنصرة دينه.
فشهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليذود عن حياض الإسلام وليعلن للكون كله أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا لا يعرفون إلا البطولة والفداء والتضحية والبذل والعطاء.
ولما جاءت غزوة بدر خاضها قتادة – رضي الله عنه- وقلبه يتلهف شوقا للشهادة في سبيل الله، ولكن الله لم يقدر له تلك الأمنية الغالية.. ومع ذلك فإن الله أراد أن يُكرمه وأن يكافئه بهذا الموقف العظيم الذي قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أن سالت حدقة (قتادة) على وجنته فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعاد عينه مكانها بإذن الله.
+النبي صلى الله عليه وسلم يرد عليه عينه بإذن الله:
عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان، أن أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا أن يقطعوها، فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا، فدعاه، فغمز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيبت.
وفي رواية: أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأراد القوم أن يقطعوها، فقالوا: نأتي نبي الله ثم نستشيره. فجاء، فأخبره الخبر. فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع حدقته حتى وضعها موضعها، ثم غمزها براحته وقال: <<اللهم اكسه جمالا>> فمات، وما يدري من لقيه أيّ عينيه أصيبت.
وجاءت رواية ثالثة تثبت أن ذلك حدث في غزوة أحد(والله أعلم).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر الرماية بنفسه، فعن قتادة بن النعمان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها، فأخ>ها قتادة بن النعمان، فكانت عنده، وأصيبت يومئذ عينه، حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله عليه وسلم بيده، فكانت أحسن عينيه وأحدهما.
وفي رواية: أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأراد القوم أن يقطعوها، فقالوا: نأتي نبي الله ثم نستشيره. فجاء، فأخبره الخبر. فأدناه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع حدقته حتى وضعها موضعها، ثم غمزها براحته وقال: <<اللهم اكسه جمالا>> فمات، وما يدري من لقيه أيّ عينيه أصيبت.
وجاءت رواية ثالثة تثبت أن ذلك حدث في غزوة أحد(والله أعلم).
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر الرماية بنفسه، فعن قتادة بن النعمان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها، فأخ>ها قتادة بن النعمان، فكانت عنده، وأصيبت يومئذ عينه، حتى وقعت على وجنته، فردها رسول الله عليه وسلم بيده، فكانت أحسن عينيه وأحدهما.
وشهد قتادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، وكانت معه يوم الفتح راية بني ظفر.
+جهاده في سبيل الله تعالى:
وظل ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقتبس من هديه وعلمه وأخلاقه إلى أن توفي رسول الله عليه وسلم فحزن عليه قتادة حزنا شديدا كاد أن يمزق فؤاده.
وظل قتادة يبذل نفسه وماله لله ولنُصرة دين الله في عهد أبي بكر وعمر بن الخطاب – رضي الله عنهما – وكانا يعرفان له قدره ومكانته السامقة.
وكان على مقدمة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لما سار إلى الشام، وكان من الرماة المعدودين. عاش خمسا وستين سنة. توفي في سنة ثلاث وعشرين بالمدينة، ونزل عمر يومئذ في قبره.
+سيرة عطرة:
إن السيرة العطرة المليئة بالإيمان والجهاد في سبيل الله تخلد اسم صاحبها وتُبقى ذكره في القلوب المؤمنة.
فها هو ابن قتادة – رضي الله عنه – يدخل على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: من أنت يا فتى؟قال:
فها هو ابن قتادة – رضي الله عنه – يدخل على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: من أنت يا فتى؟قال:
أنا ابن الذي سالت على الخد عينه فرُدت بكف المصطفى أحسن الرد
فعادت كما كانت لأحسن حالــــها فيا حُسن ما عين ويا طيب ما يـــد
فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون. ثم قال:
تلك المكارم لاقُعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعدُ أبـــــوالا
فعادت كما كانت لأحسن حالــــها فيا حُسن ما عين ويا طيب ما يـــد
فقال عمر: بمثل هذا فليتوسل إلينا المتوسلون. ثم قال:
تلك المكارم لاقُعبان من لبن شيبا بماء فعادا بعدُ أبـــــوالا
من كتاب (أصحــــــاب الرسول) للشيخ محمــــود المصري